14 سبتمبر 2025
تسجيلإذا كان الأمر كذلك، فإن في المحافظة على سلامة البيئة ونظافتها طاعة لله تعالى والتزاماً بتوجيهاته، وفي ذلك كله الخير والثواب، كما أن في العدول عن ذلك – بالإساءة إلى البيئة وتلويثها وتشويه جمالها – مسؤولية دينية لما يترتب عليها من ضرر وأذى. وكثيرة هي النصوص المرغبة بالثواب الجزيل لمن أحسن إلى البيئة، وكذا النصوص المرهبة والمحذرة من الإساءة إلى البيئة وما يترتب على ذلك من مسؤولية وعقاب.روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جميل يحب الجمال"، ولا شك أن من الجمال الحرص على مظاهر البيئة التي خلقها الله تعالى زاهية بهيجة.روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عرضت علي أعمال أمتي: حسنها وسيئها فوجدت من محاسن أعمالها، الأذى يماط عن الطريق، ووجدت من مساوئ أعمالها النخاعة – أي: البصاق والبلغم – تكون في المسجد، لا تدفن"، وفي الحديث إشارة وتنبيه للأفراد – وبخاصة المرضى، أن يتجنبوا البصق ونحوه في المستشفيات والحدائق والمدارس، والأسواق وغيرها من الأماكن العامة وطرقات الناس ومرافقهم.روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، وهذا يشمل أن يكف الإنسان أذاه عن الطريق برمي الفضلات من السيارة أو الحافلة التي يركبها، أو من نافذة بيته، أو متجره أو مصنعه.وفي حديث رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة، أي بسبب شجرة – قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين".وفي حديث آخر رواه مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا اللاعنين، أي اجتنبوا الأفعال التي تسبب لعن الناس لفاعلها وسبهم لهم – قالوا: وما اللاعنان؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم". أي يتبول أو يقضي حاجته في طرقات الناس وشوارعهم وعند شواطئ البحار والأنهار، وتحت الأشجار وعند مواقف الحافلات ونحوها من الأماكن التي يسلكها الناس، أو يتفيؤون ظلالها ويستريحون تحتها.وفي حديث رواه مسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الراكد"، وذلك لما بسببه من تلوث البيئة، وعدوى للناس، ونشر للأمراض والأوبئة.وبالله التوفيق.