11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحملة الجديدة على اﻹسلام.. كيف نواجهها؟ (1)

17 يناير 2015

لم يشهد العالم اضطهاداً مثل الذي تعرض له المسلمون ولم يحدث أن وقع ظلم بأمة مثل ما وقع على الأمة الإسلامية منذ الحروب الصليبية وحتى اليوم.. ورغم ذلك فإن الإعلام الغربي قد نجح في قلب الصورة، وتم تصوير المسلمين على أنهم وحوش كاسرة!! وأن أمتهم أمة بربرية لا يمكن التعامل معها إلا بالحديد والنار، وأن دينهم هو مصدر الإرهاب في العالم!! فلماذا هذا التجني؟! وكيف نجحوا في أن يقلبوا صورة أمتنا ناصعة البياض ويشوهوها؟ لاشك أن الأمة الإسلامية قد استطاعت في فترة وجيزة أن تغير حركة التاريخ وأن تصبح القوة الأولى في العالم.. ولا شك أنها قد تربعت على عرش العالم بعد أن تزلزلت عروش الفرس والروم أمام زحف إيمانها وتفوق عقيدتها.. ولا شك أن الأمة قد تربعت على هذا العرش لقرون طويلة تهدي وتعلم وتصدر قيم الحق والكرامة الإنسانية.. هذه المكانة هي التي جعلت الحقد والحسد يتمكن من قلوب أعدائها، فبدأ التخطيط مبكراً لإزاحة هذه الأمة عن تلك المكانة التي تبوأتها بدينها وإيمانها، وبامتلاكها لقواعد سلوك أمة الهداية وبتعاملها مع البشرية من منطلق الريادة لا الوصاية أو الهيمنة.. وبحدبها على الإنسان وحرصها على الإنسانية. لهذا فقد ارتكز ذلك التخطيط على ضرب قواعد الدين وهدم قواعد الإيمان الراسخة ثم الانتقال إلى أسس تحكم الدين والإيمان في مناحي حياة الأمة باستبعاد الشريعة ثم ضرب أسباب تفوق المسلمين العلمي والعملي للحفاظ على تبعيتهم ومن ثم ترسيخ تخلفهم. وفي ضوء ذلك يمكن أن نفهم لماذا نشهد اليوم هجوماً متواصلاً على الإسلام وأحكامه وكل قيمه ورموزه خاصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. إنه ليس هجوماً عابراً، إنما يعبر عن مرحلة جديدة من مراحل تشويه الإسلام وتبشيع صورته، وإن تميزت هذه المرة بالكثافة والوقاحة، استغلالاً لأخطاء بعض الشباب المتحمس المنتسب لهذا الرسول الكريم، وتزعم الولايات المتحدة الأمريكية – القوة الأولى في العالم وأكبر قوة عسكرية في تاريخه- للحرب على الإسلام تحت شعار مكافحة الإرهاب والتطرف. كما أن الهجوم على الرسول اليوم، يأتي في إطار خطة شاملة لحصار اﻹسلام وتفكيك عناصر فاعليته، خوفاً من إمكانات انتشاره الهائلة، في عصر اهتزت فيه كل العقائد، وانهارت كل القيم، كما أنه يهدف إلى رسم صورة عدوانية للمسلمين في العالم، والترويج إلى أنهم دعاة إرهاب، لتبرير الحرب المعلنة عليهم، في كثير من مناطق العالم.والواجب تجاه هذا الهجوم السافر والحملات المتواصلة أن نسعى لامتلاك تصور دفاعي من خلال ما يمكن أن نسميه بالتخطيط السياسي لدور الإسلام في العالم، وهو تصور يعتمد _ فيما يعتمد _ على إدارة معركة إعلامية دفاعية واسعة النطاق تستند إلى الآتي:أولاً: توضيح حجم الجناية التي ارتكبت وترتكب بحق الإسلام والمسلمين وأن المسلمين ليسوا في موضع اتهام، ولا ينبغي لهم أن يقفوا في هذا الموقع، لأنهم في الحقيقة مجني عليهم فعدوان الحروب الصليبية لا يزال شاهداً على عدوانية غير محدودة وتعطش للدماء غير مسبوق.. وهجمات حقبة الكشوف الجغرافية على العالم الإسلامي لا تزال تنبئ عن أطماع كبيرة وحقد أعمى.. وهمجية الحملات الاستعمارية والتي تم تبريرها بأنه يستحيل على الله أن يودع في الأجساد الملونة أرواحاً طاهرة كأرواح البيض، إنما تدل على حضارة عنصرية تحمل قدراً كبيراً من التوحش في التعامل مع البشر، وليس أدل على ذلك من استرقاق الملايين من الأفارقة بعد اصطيادهم كالحيوانات!! وإبادة الهنود الحمر بعد الاستيلاء على بلادهم!! كما أن الإصرار على السيطرة على موارد العالم وإفقار شعوبه، لا يزال هو نهج الغرب المنظم في التعامل مع العالم الثالث خاصة العالم الإسلامي وهو ما تشهد به حقبة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والتي تزايدت شراستها في نزح ثروات العالم بعد تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995م، كما لا تزال دماء المسلمين التي تنزف في الكثير من بقاع العالم اﻹسلامي، تشهد على عدوان غربي لا نظير له، كما أن انحيازهم ضد كل قضايا شعوبنا يؤكد ذات النتيجة، كما نرى في: فلسطين والعراق ولبنان وسوريا والسودان والصومال والشيشان وكشمير والفلبين والبلقان وغيرها.. كما أن انحيازهم ضد نتائج الانتخابات الحرة في فلسطين والجزائر وأخيرا مصر يؤكد أنهم يستكثرون علينا أن نختار من يحكمنا.. كما جاء دعمهم للثورات المضادة لثورات شعوبنا ليؤكد أنهم لا يروننا بشرا لهم حق الثورة على الديكتاتوريات الفاسدة أو أننا ككل الشعوب لنا الحق في اختيار من يحكمنا.