11 سبتمبر 2025

تسجيل

المرأة المسلمة بين الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية

17 يناير 2011

المرأة هي الأساس الأول في بناء البيت، وهي ربته، ومحور الفلك الأسري كله ومن حناياها يخرج الوليد وتحت جناحها يشب، وهي قوام البيت زوجة وأماً، وأن من خطورة شأن المرأة في الاجتماع الإنساني أمر تواضع عليه البشر وجاءت به الشرائع السماوية. فالمرأة في منظور التربية الإسلامية تحتل مكانة عالية، حيث تعتبر محور البيت ومربية الأجيال والمرأة هي الأسرة، والأسرة هي المجتمع، لقد اهتمت التربية الإسلامية بالمرأة ومنزلتها وحددت لها حقوقها وواجباتها على حد سواء مثلاً: - كفل الإسلام المساواة الدينية بين الرجل والمرأة، والمساواة في التملك والمكسب. - كفل الإسلام لها حق الرعاية وهو حق يقابل القوامة؛ كما كفل لها الزواج بمن ترغب. - المرأة في نظر الإسلام شطر الرجل قال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)، "الأعراف: 189". المرأة بين الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية إذا رجعنا إلى تاريخ العصور الوسطى وجدنا أن المرأة الأوروبية غارقة في بحار الجهل، وكان المجتمع الغربي يدين بالكنيسة، ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت أوروبا وأمريكا الحديثة لا تزالان في ظل الكنيسة، خصوصا في المناطق الريفية فقد كانت المرأة تعتبر الخيانة الزوجية محرمة وتعدها (زنا) وكان الطفل ينادي أمه بلقب (سيدتي) تقديراً واحتراماً لها، وكانت الصلوات بالكنيسة يوم الأحد شعيرة لابد أن يحافظ عليها الجميع، بل وأن المرأة – خصوصا في الريف – لا يحق لها أن تكشف شعرها لغير زوجها. وكردة فعل تجاه ممارسات الكنيسة المتشددة بالدين، ظهرت المطالبة بما يسمى بتحرير المرأة في أوروبا حيث كانت شرائع أوروبا تحرم المرأة من كل حقوق لها، إلى عهد قريب، فلقد ظلت المرأة الأوروبية أكثر من 12 قرناً بعد الإسلام لا تملك من الحقوق ما أعطاها الإسلام وجاءت الثورة الصناعية وشغلت النساء والأطفال فحطمت ضوابط الأسرة وحلت كيانها، ودفعت المرأة أفدح الثمن من جهدها وكرامتها فتخلى الرجل عن رعايتها وفرض عليها أن تعمل لتعول نفسها حتى لو كانت زوجة أو أماً، واستغلتها المصانع أسوأ استغلال وشغلتها الساعات الطوال مقابل أقل الأجور مقارنة بالرجل الذي يشتغل بنفس المصنع. ولا ريب أن ابتعاد المرأة عن قلعة المنزل فيه خسارة لجميع أفراد الأسرة، وتذكر الاحصائيات أن 50% من حالات الزواج بالولايات المتحدة الأمريكية تنتهي بالطلاق، ولا شك أن هذه نسبة ليست بالقليلة، وفي بريطانيا يكلف العنف الزوجي الحكومة 378 مليون جنيه استرليني سنوياً ما بين نفقات شرطة ومحاكم ورعاية صحية وساعات عمل مفقودة. والمرأة في بريطانيا نالت حقها في مباشرة عملية البيع والشراء بنفسها دون الحاجة إلى كتابة اسم زوجها الوصي عليها في العقود التجارية في عام 1870م، وفي المقابل نرى أن المرأة المسلمة منذ فجر الإسلام تتمتع بهذا الحق بل وأكثر من ذلك، ويذكر أن القانون الانجليزي حتى القرن التاسع عشر كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته ليس هذا فحسب بل أن حق المرأة المتزوجة في التملك لم يتحقق إلا بعد صدور القانون البريطاني في حق المرأة المتزوجة بالتملك الذي صدر بعد النصف الثاني من القرن التاسع عشر وفي المقابل نرى المرأة المسلمة كانت تعطى الرجال اجازات علمية حتى ان بعض العلماء سجلوا أسماء أهم العالمات اللاتي تعلموا منهن، وقد كانت فاطمة السمرقندية تشارك زوجها وأباها في التوقيع على الفتاوى التي كانت تنظم أحوال الناس.