10 سبتمبر 2025
تسجيلالتنمية البيئية من الركائز الأربع في رؤية قطر 2030، "والهدف الشامل هو إطار عمل مستدام يضمن الازدهار للأجيال المقبلة، ولكن بجودة حياة لا تقيدها أوجه النقص أو الأضرار البيئية المتوارثة". "إن الاستراتيجية الاستشرافية جسر إلى المستقبل"، ترفع الاهتمامات البيئية إلى مستوى جديد في إطار برنامج متوازن للنمو الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية، والإدارة البيئية". وعندما تكون هناك ثقافة بيئية عالية المستوى، وتعزيزها لدى جميع شرائح المجتمع وفي مؤسساتها في إطار برامج عملية وفاعلة - لا شعارات -، سيكون هناك وعي واهتمام وحرص من الجميع بالبيئة ونتائجها مشاهدة. فالبيئة تعني المحيط الواسع الذي يعيش فيه الإنسان بجميع مكوناته ومساحاته فيتأثر ويؤثر محافظة أو تلوثاً وإهمالاً، صلاحاً أو إفساداً، قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). وهي كيان حي إذا أحسنا التعامل معها، وكل هذا يقتضي المحافظة عليها وعلى مواردها واستثمارها أحسن الاستثمار. فمثلاً، المساحات الخضراء والاهتمام بها تمثل فرصاً كبيرة لإحداث تغيير إيجابي وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، وهو مما ترتاح له العين وتبتهج له النفس. ومن المعلوم لدى الجميع أن ديننا الإسلامي بكماله وجماله وشموليته وموروثنا الاجتماعي النابع من ديننا للمنظومة البيئية موقف إيجابي وحافل واهتمام، يقوم على حماية والمحافظة عليها من جميع الجوانب من بناء وتنمية وعمارة الأرض ومواردها المتنوعة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم "ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة". أليس الغرس والزرع من وسائل المحافظة والاهتمام بالبيئة!. أليس كذلك عندما يأكل منه الطير أو البهيمة هو من الاهتمام بحياة الحيوان بشكل عام. وما إنشاء - وزارة البيئة والتغير المناخي - إلا لتحقيق التنمية البيئية وهي من ركائز رؤية 2030 بالمحافظة على البيئة من كل مشكلة تأتي وتطرأ عليها حاضراً أو مستقبلاً من استنزاف للموارد بكافة أنواعها ومن التلوث البيئي، ومن اختلال التوازن البيئي، ومن الإضرار بالمناخ. فمرابع الأجداد.. أمانة!. ونحن كمجتمع لنا ارتباط حميم مع البيئة بحرية كانت أو برية، فما علينا الآن إلا أن نقدر ونشكر الله سبحانه على هذه النعم التي تتوالى علينا كما قدرها الأجداد والأباء - رحمهم الله - وأن نحافظ عليها ونرعاها حق الرعاية، وأن نكون لها حماة ورعاة، فالأجيال القادمة بإذن الله ستذكرنا بخير في أننا حافظنا عليها وطورنا مواردنا البيئية، "تعمل الدولة على حماية البيئة وتوازنها الطبيعي، تحقيقاً للتنمية الشاملة والمستدامة لكل الأجيال". مرابع الأجداد.. أمانة!. فهل سنعطي هذا الشعار حقه في حركة حياتنا ونتفاعل معه بمبادرات وبرامج لها نتائجها الملموسة - نأمل ذلك - بإذن الله -؟ أم هو شعار في وقته ثم يمضي فلا أتينا على مرابع الأجداد والأمانة التي ستودعونا إياها في كل شيء!. اللهم إنا نستودعك قطر بلد الأمن والأمان والخير والعز والمجد، وقيادتها وأهلها، ليلها ونهارها، وأرضها وسماءها، برها وبحرها، واحفظ عليها إسلامها وتمسكها به. "ومضة" اللهم احفظ قطر في جميع أيامها، وأدم عليها نعمة الأمن والأمان والنهضة الشاملة الفاعلة والخير العميم وسائر بلاد المسلمين. مرابع الأجداد.. أمانة!.