10 سبتمبر 2025

تسجيل

مازال الحلم يتجدد.. من أين أبدأ ؟ وكيف أبدأ ؟

16 ديسمبر 2018

هل للعشق والحب بدء وانتهاء ؟ اتحدث عن الحب، العشق، الوله، اتحدث عن اذاعة قطر. لماذا ؟ صفحات لا تمحى من الذاكرة. سنوات من وشائج الحب. وسنوات من العلاقات الحميمة. سنوات ممزوجة بالفرح والصحبة الجميلة مع رفقاء الدرب من كل ارجاء الوطن الممتد من الماء إلى الماء. إذاعة قطر.. جامعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. هى كنز من المعرفة. نعم.. امدتني ورفقاء الدرب من أبناء هذا الوطن بكنوز من المعرفة.. قدمتني وقدمت زملاء الرحلة إلى الآخرين.. نعم إذاعة قطر.. خلقت بيني وبين كنوز من الثقافة والمعرفة جسراً مازال متواصلاً.. وساهمت في تعريف المقيم بقيم هذا المجتمع بكل مناشط الحياة.. إذاعة قطر.. جسر حقيقي من التواصل.. ومازلت حتى الآن وانا اقترب من العقد السابع من عمري.. اجرُ الخطى نحو الكهولة اغرف من معين لا ينضب من الفكر والثقافة. ولكن السؤال الذي يتردد دوماً.. كيف بدأ هذا الحلم. وكيف تشكل في اللاوعي حتى تحوَل إلى حقيقة ؟ أعود سنوات وسنوات إلى الوراء.. ذات يوم من عام 1968.. انطلقت مع سرب من ابناء هذا الوطن إلى المبنى.. اجتمع الشمل وكان الاختبار. واجتزت الامر كأول رقم يبشر بإطلاق صوته. عبر نغمة خالدة.. إذاعة قطر من الدوحة.. كانت البشارة.. بأن يحمل ابن لهذا الوطن تبعات الأمر. وان اخوض غمار اطلاق تلك النغمة.. إذاعة قطر من الدوحة. نعم.. انه عام 1968. نصف قرن من الصحبة الجميلة.. مع زملاء ورفقاء من ابناء الوطن بعضهم استمر.. والآخرون تحركت بهم ركب الحياة إلى اماكن أخرى. اتذكر زملاء الرحلة من ابناء هذا الوطن الثر بأبنائه. محمد المعضادي.. حسين جعفر، عبدالعزيز عيد الكواري، فرج عبدالكريم، احمد فخرو، يوسف السويدي، وعشرات الاسماء من ابناء الوطن العربي الكبير.. محمود الشاهد، طاهر الشهابي، فايز صياغ، كامل بياعة، محمد الحوت، فتحي ذيب، حسين ريان، محمد سليم ابو الهوى، نعمان القواسمي، نديم برغوث، محمد الدبسي، يعقوب حداد، حمضل مشتهى، ماهر الريس، احسان رمزي، ابراهيم ابو ناب، ابو متيه، حنا دكها، زهير قدورة، زيدان ياسين. صلاح خليفة، سعاد محمد، وعشرات الاسماء. منهم مازال يتنفس فوق الثرى. ومنهم من عاد إلى جذوره تحت الثرى ولهم الرحمة والمغفرة. عفواً. لو سردت بقية الاسماء لاحتاج الامر إلى صفحات وصفحات. فقد ساهم الكل في رعاية هذه الشجرة الوارفة الظلال.. إذاعة قطر.. وماذا بمقدوري أن اقول.. ولكني استطيع ان اقول بالفم المليان.. انها جامعة للعلم والمعرفة أولاً. وملتقى للحب والانتماء ثانياً.. ثم ماذا اقول.. وماذا اسرد. نعم هنا تشكلت مدارس اعلامية قوامها الحب والعطاء لهذا الوطن. مدارس من مصر بثرائها الفني والفكري. ومن سوريا، فلسطين، الاردن، السودان...الخ ألم اقل انها جامعة. ضمت كل الآراء، الاتجاهات.. ولكن ليس بمعزل عن العقيدة اولاً. وما ارتبط بسياسة وفكر قادة وابناء هذا الوطن. لم يتغلب او يقهر ثقافة الآخر.. فكر، وفن وتاريخ هذا الوطن. إذاعة قطر.. الحلم الذي تحوَل إلى واقع.. ضمت كل ما هو يشكل لبنة اساسية في إطار الحلم العربي. أن يتحول الإعلام إلى بقعة إنارة تنير دياجير الظلام.. الآن وأنا اطوي نصف قرن من عمري الاذاعي.. اتذكر اجمل سنوات عمري. الصحبة والمشاركة في لقمة مغموسة بالحبَ.. نعم الحب في المطلق.. ومغموس بالامل ثانياً. أما في تلك المساءات. فما اجملنا. بصحبة الاشقاء العرب. وتلك الحكايات التي لا تنتهي من حكايات أبو الهوى، ومقالب القواسمي.. ونكت الفتياني، واشعار راضي صدوق، ووسوسة ماهر الريس وما يأتي به يومياً فوزي الخميس.. عفواً.. هل اطلت في سرد الماضي؟ كثيرون لا اعرف اين هم الآن.. أين ابن الخور محمد أحمد المهندي؟ أين زيدان ياسين؟ والدبسي وامينة محمد، والريان، وفتحي.. عشرات الاسماء ارتبطنا بهم في وشائج من العلاقات الاخوية الحقة.. بعضهم قد رحلوا إلى ديارهم. والآخرون لا ادري ماذا وكيف استقر بهم الحال؟ كلمة أخيرة: من ارتبط بإذاعة قطر لا يمكنه الفكاك من اسرها.. لماذا؟ اسألوا رفقاء الدرب.. غازي حسين، علي البحر، علي المسلماني، جاسم القطان، محمد أمين، عمار حسين، ذلك أن العلاقة لم تتشكل من خلال انها وظيفة.. لا..ولكن لأن الحياة في إذاعة قطر.. جزء من رحلة الحياة.