12 سبتمبر 2025
تسجيللم أكتب مقالي الأسبوعي هذا الأسبوع، فقد وصلتني هذه الرسالة من دمشق، وناشدني صاحبها أن أنشرها بطريقتي الخاصة، كي يعرف العالم ما الذي يحصل في سوريا الآن، بعد أن غابت القضية السورية عن الشاشات ووسائل الإعلام العربية والإعلامية. وأنا بدوري ألبي رغبة المرسل الذي يعترف أنه كان على مدى السنوات الثماني الماضية مؤيداً للنظام، لكنه بدأ يشعر الآن كملايين السوريين المؤيدين بأنه تعرض لعملية خداع تاريخي، ولا بد من أن يبدأ المؤيدون برفع أصواتهم بعد أن قدموا مئات الألوف من الضحايا على مذبح النظام ليجدوا أنفسهم الآن يبحثون عن لقمة الخبز والدواء ولا يجدونها. والأنكى من ذلك أن أبناءهم باتوا يهربون إلى الجبال خوفاً من الزج بهم في صفوف جيش الأسد ليقتلوا ما تبقى من السوريين في الداخل. يقول صاحب الرسالة: «لم يكتف نظام القتل واللصوص الفاشي بسلب ونهب سوريا وإفقار وتجويع وإذلال شعبها وتركيعه وتهجيره إلى المنافي وأقاصي الأرضي البعيدة وجعله واحداً من أفقر شعوب العالم قاطبة المعروفة على مر التاريخ وحرمانه من أبسط حقوقه ومتطلبات العيش والرفاهية ومعاملته كسخرة وعبيد وقطيع بزريبة وحظيرة خاصة ومملوكة لبني أسد وتحويله إلى شعب من النازحين واللاجئين والمشردين والجياع الفارين من بلادهم، بل يريد أيضا سلبهم أعز ما لديهم وهم أبناؤهم وسوقهم لخدمة لصوص وحيتان ومافيات البلد وعصابات وشراذم القتلة وسفاحي الشعب السوري بحجة إسرائيل والمقاومة التي لا يتجرؤون على إطلاق «فشكة» بارودة صيد واحدة صوبها، وكل من قُتل ومات من زهرة شباب سوريا الجريحة مات بمواجهة الشعب الثائر ضد الطغيان الأسدي وفي الداخل في درعا والسويداء والرقة وحلب، وليس في الجولان ومن أجل مليارات بشار وسامر فوز ورياض شاليش ورامي مخلوف وبقية عصابات القتل الفاشية التي تجثم على صدر الشعب السوري الفقير الجائع المعدم الذي لا يجد اليوم لا الغاز ولا الماء ولا الكهرباء ولا الدواء وراتب أجدع موظف سوري (الوزير) لا يصل المائة دولار، أي ثلاثة دولارات باليوم للوزير وليس للمواطن العادي، وهو معدل غير موجود وغير مدرج على لوائح ومؤشرات الأمم المتحدة لمعايير الفقر والحياة، أي أن منجزات الرئيس المعتوه بشار الأسد حرمت السوريين أيضا من شرف التصنيف كفقراء وبشر عاديين تساوياً مع بقية شعوب العالم.. ومن رأى الشباب السوري وهو يُجر بالسلاسل ومحشور بأقفاص كالبهائم وهم في عز الشباب والعنفوان أن يتذكر فقط رواية الجذور لأليكس هيلي والعبد الأفريقي كونتا كونتا وقصته المأساوية ورحلته المضنية مع القهر والذل والعبودية وخدمة أخس وأنذل وأحط طغمة قتل ولصوص ظهرت بالتاريخ، بل سيدرك كم بات رخيصاً هذا السوري عند بني أسد وشاليش ومخلوف وما يضمره ذيل الكلب المجرم للسوريين، وأن لا مستقبل ولا حياة حرة وكريمة وكرامة وعيش هنيء أبدا للشعب بوجود هؤلاء الفاشيست القتلة الحاقدين الموتورين الذين حولوا سوريا لسجن كبير ومقبرة موشحة بالسواد وملجأ أيتام ومخيمات للفقر والجوع والتشرد المهجورة الكئيبة البائسة الخاوية على عروشها تصفر وتنعق فيها البوم والغربان إكراماً وخدمة لمشروع ملالي طهران. ينعم ويلعب اليوم ذيل الكلب وطغمته المجرمة من شاليش ومخلوف وبقية أفراد العصابة بمئات مليارات الدولارات، ويسرقون البلد بشكل ممنهج ومنظم، ولا يتركون للشعب حتى الفتات كجرة غاز يطبخ عليها، هذا في حال توفر معه ثمن لقمة العيش، 50 دولاراً يا ناس (25 الف ليرة) هو متوسط راتب العائلة شهريا يا جمااااعة الخير، يا هووو، يا بشر، يا أوادم، لا تكفي الطفل حليباً وحفاضات، ومع ذلك يريدون أن يسرقوا أبناءنا منا ويزجوهم بالقتال خدمة للخامنئي وليموتوا بالمجان خدمة لبقاء هؤلاء السفلة البرابرة اللصوص القتلة الأنذال الذين يبيعون الشعب الشعارات الكاذبة والتضليلية البراقة. صُدم الرأي العام العالمي والسوري خاصة وصُعقت الأمهات الثكالى المفجوعات بأبنائهن والمحرومات من فلذات أكبادهن وهن يرون زهرة شباب سوريا مكبلين بزرد السلاسل من أجل معتوه ومعاق ذهنياً يقود عصابة قتل ولصوص تفتك بالسوريين على مدى 50 عاماً، ولم يصدّق كثيرون هذه الصور الصادمة، لكن من يعيش في سوريا ويرى ويتابع مشهداً بات مألوفاً ومحزناً ومؤلماً وموجعاً وطاعناً بكرامة كل سوري، وهي الدوريات المشتركة و»الطيارة» التي توقف السيارات العابرة في مناطق سيطرة ذيل الكلب وتفتش بأوراق أي شاب وطلاب الجامعات وجيوبهم، وتنزع ملابسهم بالشوارع و»تفيشهم»، وتختطفهم أمام مرأى الناس جميعاً، وتنزلهم عنوة من الحافلات العامة سيدرك أن لقطة ومشهد السلاسل ليس إلا تفصيلاً بسيطاً في رواية طويلة ومحزنة وقصة طويلة عنوانها تدمير سوريا وقتل شعبها واستمرار مسلسل العبودية والطغيان والاستبداد وكابوس ثقيل اسمه عائلة أبو البراميل الأسدي...» [email protected]