19 سبتمبر 2025

تسجيل

الدوحة .. لتكن واحة خضراء

16 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الدوحة باللغة (بفتح الدال المشدّدة وتسكين الواو)، تعني كما جاء في المعجم الوسيط، اسم علم مؤنث، فيقال هذه الدوحة، وهي الشجرة العظيمة المتّسعة المظَلَّلة العظيمة، والمتشعبة ذات الفروع الممتدة، وفي اللغة داحتِ الشجرة، أي عظمت، والجمع: دوح، قال الشاعر العربي على سبيل المجاز: "أحرامٌ على بلابله الدَّوحُ... حلالٌ للطّير من كلِّ جنسِ ".ومن هذا التعبير جاء اسم الدوحة لعاصمة دولة قطر في الخليج العربي، ولم يرد في معاجم اللغة من أطلق هذا الاسم عليها، واختلفت الروايات في هذا الشأن، ولكن من المؤكد أن للدوحة صلة تعبيرية وتوصيفية للمنطقة المليئة بالروضات وبالأشجار الكثيفة ذات الفروع الطويلة، بمعنى أن الدوحة كانت مليئة بالأشجار النوعية الكثيفة، كما يقال إن الدوحة سميت بهذا الاسم، لأنها بنيت على خليج داخل البحر.نعلم أن لكل الأشياء والأماكن والمواقع اسم ومعنى وإيحاء في لغتنا العربية الجميلة، والدوحة أخذت هذه التسمية لكثرة الأشجار الكبيرة ذات الفروع المظللة والروضات والواحات المشجرة قديما، ولعل "روضة الخيل" و"روضة الوجبة" وغيرها الكثير، أخذت هذه الأسماء لعلاقتها بالمعنى الذي أشرت إليه.. وهكذا. لكن مع مرور الزمن، وامتداد يد الإنسان للتعمير والبناء على حساب الأراضي المخضرّة، وعزوف الناس عن التشجير والعناية بالزراعة، وعدم اهتمام أصحاب البنايات السكنية بزراعة الأشجار في المساحات الفاضية، لم تعد الدوحة تأخذ هذا التوصيف، فغلب عليها اللون الرمادي الباهت المتعب للنظر. الجهات المعنية في وزارة البلدية والتطوير العمراني تنبّهت مبكرا إلى هذه المشكلة فصّبت جهودها لتشجير الشوارع وإنشاء الحدائق العامة والمتنزهات في معظم مناطق الدوحة، وداخل العديد من الأحياء السكنية، وزادت من المساحات الخضراء في المدينة، ولكن هذا لا يكفي أبدا، فالمطلوب أيضا إنشاء المستنبتات الزراعية والمشاتل لفصائل النخيل على سبيل المثال، والأشجار القابلة للنمو والبقاء وتوزيعها مجانا على من يرغب سنويا لصالح الحدائق المنزلية وأرصفة الشوارع.وهذا الجهد، يجب أن يوازيه جهد المواطنين والمقيمين أيضا، فالمطلوب منهم الاهتمام بهذه الجزئية من جمالية الحياة، وهي التشجير والبستنة وزراعة النباتات في الأحواض الخاصة داخل البيوت والحدائق المنزلية لإضفاء الجمال على المدينة والبهجة في النفوس.وهنا نداء إلى الجهات المسؤولة في الوزارة لأن تدرس الأشجار المناسبة، وتتوافق على مجموعة منها تصلح للزراعة على الأرصفة وداخل الجزر الوسطية في الشوارع والساحات والميادين والدوارات، دون أن تفسدها أو تبتلعها، وبالتالي النظر في تخصيص المساحات غير المبنية لتكون مناطق خضراء حتى لو كانت مساحتها صغيرة يتم تخصيصها للمتنزهات وأماكن الترفيه، فقد شاهدت عبر إحدى الفضائيات تجربة ناجحة ورائعة في هذا المجال في سنغافورة وجاكرتا، فلا توجد زاوية أو قطعة أرض مناسبة إلا ويتم تحويلها إلى حديقة. هل تمكن الاستفادة من هذه التجربة... وهل نفعل؟ونداء آخر للجهات الرسمية بعدم منح رخص للبناء إذا لم تشتمل خارطة البناء على مساحات مناسبة للتشجير لإعادة اللون الأخضر إلى الدوحة، كما لم تكن من قبل، بل وأجمل، وبالتالي تتميز به بين مدن وعواصم دول الخليج العربي.