29 سبتمبر 2025
تسجيلأثناء كتابة هذا المقال يتوجه ملايين المصريين إلى صناديق الاقتراع ليقولوا "نعم" أو "لا"، للدستور المصري بعد ثورة 25 يناير.الصورة التي نشاهدها حتى هذه اللحظات عن هذا الاقتراع صورة حضارية بكل معنى الكلمة، فلم نسمع أي أحداث شغب أو تجاوزات أو اعتداءات أو مشاجرات بين المواطنين وهذه الصورة هي التي يجب أن يرسمها الشعب المصري للحقيقة والتاريخ لأنه شعب عربي عريق وحضاري.ولعل قرار جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بالذهاب إلى الصناديق وقول "لا" لهذا الدستور يؤكد وطنية وقومية هذه الجبهة ويؤكد حرص هذه الجبهة على مصلحة مصر وشعبها لأنها بهذا القرار فوتت الفرصة على أعداء مصر وأعداء الأمة العربية وفلول النظام السابق بزرع الفوضى وعرقلة مسيرة ثورة 25 يناير.والإقبال الكثيف والمنقطع النظير وهذه الطوابير الطويلة تؤكد أن الشعب المصري الشقيق بدأ يشق طريقه نحو رسم مستقبله الوطني والقومي بعد أن شاهدناه في الماضي في حكمي السادات وحسني عازفاً ومقاطعاً لأي عملية انتخابية أو مشاركة شعبية، لأنه كان يدرك تماماً أن صوته لن يسمعه أحد أو يأخذ رأيه أحد وكان يعلم أن النتيجة ستكون لصالح النظامين بالتزوير ومن أجل أن تكتمل هذه الصورة الحضارية وهذه العملية الديمقراطية لابد من القبول بنتائج الاستفتاء من كلا الطرفين وعلى من قال "نعم" أو قال "لا" للدستور أن يحترم قرار وإرادة الشعب وألا يؤثر على ذلك تلك الأصوات غير المسؤولة والتي حاولت وتحاول تشويه النهج الديمقراطي وأن تحرف هذه العملية عن مسارها الطبيعي، خاصة تلك الأصوات التي تدعي أن هذا الدستور هو دستور "الجنة" ومن يقول "لا" فإنه سيذهب إلى "النار" أو تلك الأصوات التي تقول إن هذا الدستور هو "الشريعة" الإسلامية وتحاول أن تستغل الدين لأهدافها الخاصة لأن هذه الأصوات هي التي تزرع الفتنة وتخلق الفوضى وتدعو إلى الحرب الأهلية ولعل هذه الملايين التي خرجت ترد على هؤلاء وتقول لهم مصر لكل المصريين وهنا تبرز مهمة ودور الرئيس محمد مرسي بترجمة هذا الشعار الذي رفعه ونادى وطالب به بأن تكون مصر لكل المصريين وبأن يكون الدستور دستوراً لكل المصريين.وفي المقابل يجب على المعارضة قبول نتيجة الاستفتاء مهما كانت وأن تعمل في حال فوز الدستور بـ"نعم" بالبناء الديمقراطي لعملها مستقبلاً وفي حال نجاحها برفض هذا الدستور ونجاح "لا" التي طالبوا بها، فيجب عليهم التعامل مع الآخر تعاملاً حضارياً من أجل نجاح ثورة 25 يناير.ورغم اعتقادي بأن غالبية الشعب المصري ستقول "لا" لهذا الدستور فإن هذا لا يعني انفراد فئة أو جهة أو جماعة بالقرار واعتبار نفسها هي الممثلة الشرعية والوحيدة للشعب المصري ولابد أن تمد يدها إلى الفئة الأخرى وتتعامل معها بشكل حضاري ديمقراطي وهذا هو جوهر الوطنية لأن الوحدة الوطنية هي المفتاح نحو مستقبل مصر "القيادة والريادة".. ويارب.. احفظ مصر.