17 سبتمبر 2025
تسجيلكم فيها من مشاهد؟! وكم فيها من بشائر تُزّف لنا؟!. وكم فيها من مساحات الفأل واليقين؟!. وكم فيها من أفراح في قادم الأيام؟!. فأي تدبير وترتيب تحمله لنا هذه الآية الكريمة، كل هذا من تقدير رب العالمين سبحانه وتعالى ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )). ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) حتى ولو جاء المرجفون بالحجج الواهية الواهنة، وطعنوا في أهل الحق والجهاد والصمود، ((وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)). فقد انكشف الغطاء وبان الأمر وظهرت عوراتهم!. ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) حتى ولو أتى العدو الغاشم النازي الصهيوني الدموي بكل ما أوتي من قوة!. ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) حتى ولو كانت قوتهم وجبروتهم وطغيانهم في مساحات الأرض منتشرة!. فقد أهلك عاداً وثمود وفرعون وقارون ونيرون وطواغيت الأرض أتعجزه الصهيونية النازية ومن يساندها من أعداء حاقدين مشركين!. ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) حتى ولو شاع الفساد وكثر أهل الإفساد والنفاق والانبطاح وتبجح المرجفون في أمتنا!. ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) لا تقلق على دينك، يريدون إطفاءه، ((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)). ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) حتى ولو بلغ الظلمة والمفسدون والطغاة شأناً عظيماً وقوة في كل زمان ومكان، وتسلطوا على عباد الله!. ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) فلا تستبطئ الفرج والفرح وإن طال ترقبه، وإن صال وجال الباطل في كل مكان وستأسد!. ((حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)). وقصة سيدنا يوسف عليه السلام من أولها إلى آخرها تحكي لنا مشاهد ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)). هكذا هي وقائع الحياة ومجرياتها، لو وقفنا معها وتأملنا، لعلمنا جميعاً أن اختيارات الله الغالب سبحانه هي خير لنا من اختياراتنا، وتدبيره وإرادته فوق تدبير كل البشر ولو اجتمعوا ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)). «ومضة» وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا بنفسه ونادى بقريش يدعوهم إلى التوحيد ونبذ الشرك والظلم، فوقفوا في وجه دعوته وتصدوا له. ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ))!. فهل ندرك مشاهد هذه الآية الكريمة كيف تأتي بمفاتيح الخير والقوة والعزة والنصر والتمكين بعد ذلك!. فسنة الله تعالى هي النافذة وأن أمره هو الذي يكون. ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)).