18 سبتمبر 2025
تسجيلفما بالكم بمن يتخلى عن إنسانيته ويحاصر قطاعاً بشعبه كاملاً ويحبس عنه كل شيء وما زال، وبقي عليه أن يحبس عنه الهواء. وما بالكم بمن يغرق قطاعاً بأهله بالماء. وما بالكم بمن يشن حروباً على قطاع أعزل من كل شيء؟ وما بالكم بمن يحتل أرض الإسراء والمعراج وينجس أولى القبلتين وثالث الحرمين. وما بالكم بمن يقتل شعباً كاملاً. وما بالكم بمن ينقلب على شرعية وطن ومواطن أراد الحرية والأمن والعيش الكريم كغيره، فإذا به يأتي بالخوف والجوع والنكد للشعب. وما بالكم بمن يقصف شعباً بالبراميل. وما بالكم بمن يرتكب في كل يوم مجزرة وتعقبها مجزرة ولا يُتخذ بحقه سوى التنديد والشجب وهو يسرح ويمرح كالحيوانات في الغابة. وما بالكم بمن يستعين بدول وأحزاب وفرق ضالة مجرمة حاقدة لقتل شعب ونهب ثرواته وهدم بنيانه وأركانه. وما بالكم بمن يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وما بالكم بمن يسجن الدعاة والمصلحين من غير تهمة وهم لا يريدون سوى الخير لوطنهم وأمتهم ومجتمعهم، هديهم قوله تعالى " إِنْ أُرِيدُ إلاّ الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وما تَوْفِيقِي إلاّ بِاللَّهِ عليه تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " وما بالكم بمن يحرق قلب أم، ويعذب أبا كبيرا، ويصدّع رأس زوجة ويهدد أولاده. وما بالكم بمن يمنع عنه وهو في سجنه أبسط حقوقه الإنسانية. وما بالكم بمن يرسل إليه من يضايقه حتى وهو في سجنه أو يسرق حاجاته. وما بالكم بمن يدعم ظالما وطاغية بالمال لضرب الإسلام وكل من يدعو إلى الله على بصيرة ووسطية معتدلة. وما بالكم بمن يتآمر على أمة كبيرة بمساحتها وبسكانها وبمواردها. وما بالكم بمن أصبح الغرور ثيابه والكبر على العباد رداءه. وما بالكم بمن يضع يده في يد أعداء الأمة والدين. وما بالكم بمن لا يعطي العمّال أجورهم وحقوقهم ومستحقاتهم. وما بالكم بمن يتآمر ويدمّر بلدا له حضارة وإرث تاريخي عظيم بحجة أن لديه أسلحة دمار شامل. فإذا به لم يجد عنده شيئاً ويسلّمه للأفعى الرقطاء وشعبها قادر بإذن الله على قطع رأس هذه الأفعى. وما بالكم بمن يغضّ الطرف عن بلد يشارك في قتل وتدمير وطن له حضارة وتاريخ منذ القدم. وما بالكم بمن يتاجر بالمقاومة فإذا به يشارك ويتدخل بكل وقاحة وصلافة بقتل شعب وهتك أعراض وتدمير أمة. وما بالكم. وما بالكم. فالقائمة طويلة سوداء صفحاتها، سطورها الخيانة والمكر والبغي والعدوان وسيء الأخلاق والأفعال.فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " عُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض". وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى تلك المرأة في صلاة الكسوف حيث قال ".. ودنت مني النار، فإذا امرأة تخدشها هرّة، قلت: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعا، لا أطعمتها، ولا أرسلتها تأكل ". حديث عظيم فيه من الفوائد الإيمانية والأخلاقية والقيمية والاجتماعية والإنسانية. فهذه هرة حيوان أدخلت المرأة النار، سجنتها، ولم تطعمها، ولم تسقها، ولم تتركها حتى تأكل من خشاش الأرض، أي منعتها من أبسط حقوقها الحيوانية في العيش. لنقف جميعاً ونتأمل هذا الحديث النبوي الشريف." ومضة "يا له من موقف امرأة حبست هرة فما بالكم. محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّم الإنسانية جمعاء خلق الإحسان والرحمة بالحيوان، فكيف بالإنسان؟ فلا تتحدثوا عن الإنسان وحقوقه... فأنتم أول من ضيّع وقتل وشرّد الإنسان وانتهك حرماته، هكذا قال لنا التاريخ وما زال.