12 سبتمبر 2025

تسجيل

الشيخ سعود بن محمد آل ثاني ولمسة وفاء

16 نوفمبر 2014

تأسس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في دولة قطر خلال عام 1998، وحينها لم تكن توجد أية مؤسسة أو مجلس أو هيئة مستقلة تحمل لواء " الثقافة "، حتى جاء إلغاء المجلس الوطني للثقافة بعد سنوات، حيث حلت من بعده وزارة مستقلة تحمل اسم "وزارة الثقافة والفنون والتراث " سنة 2008 م لتصبح أول وزارة للثقافة في تاريخ قطر، ومع تأسيس المجلس الوطني للثقافة كانت فعاليات الثقافة تقام على أرض قطر بصبغة عالمية راقية ومتطورة، حيث شهدت الدوحة في تلك الحقبة رواجا كبيرا للثقافة من خلال إقامة الأوبريت الغنائي السنوي الذي يقدم مع افتتاح مهرجان الدوحة الثقافي السنوي بحضور خليجي وعربي وعالمي مكثف، كما كانت الأعمال المسرحية والمعارض المصاحبة للمهرجان تشهد حضورا كبيرا من الجمهور، هذا بالإضافة لتوقيع الكتب لمجموعة من المفكرين القطريين والعرب وهي مبادرة لم تكن مسبوقة من قبل في تاريخ الثقافة في قطر، كما كانت الميزانيات التي تنفق على هذا المهرجان السنوي تسهم في تعريف العالم الخارجي بدولة قطر كدولة قوية تسعى لأن تكون الأبرز وبخاصة على الساحتين الإقليمية والدولية، وقد تحقق هذا الشيء بفضل الجهود التي بذلت من أجل إيصال رسالة الثقافة والفنون والتراث من قطر إلى العالم أجمع وبرؤى ثاقبة واهتمام في ذلك الوقت من لدن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبالأمس ودعت قطر أحد أبنائها البررة الذين خدموا الثقافة لعدة سنوات وهو الشيخ سعود بن محمد بن علي بن عبدالله آل ثاني الذي شغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث ثم رئيسا له سنة 2002 م، حيث ترك الفقيد بصمة لا يمكن أن يمحوها الزمن من ذاكرة الوطن، فقد كان الشيخ سعود شخصا مهتما باقتناء التحف والآثار، وكان شخصا معروفا على مستوى العالم، كما أنه ترك أثرا طيبا خلال الفترة التي عمل فيها أمينا عاما ورئيسا للمجلس الوطني للثقافة ، ومن تلك الجهود اهتمامه وسعيه لإنشاء المتاحف بطراز عالمي، كما طرحت في عهده فكرة المكتبة الوطنية، وفكرة إنشاء المتحف الطبيعي، وكذلك متحف للتصوير الضوئي، بجانب اهتمامه على وجه الخصوص بالفن التشكيلي في قطر، وغيرها من إنجازاته واهتماماته التي تسجل له في تاريخ الوطن.كلمة أخيرة كلنا يتذكر لمسة الوفاء من قبل سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عندما افتتح متحف الفن الإسلامي، وسجل كلمته في سجل الافتتاح بتقديم كلمة شكر وعرفان لجهود الشيخ سعود بن محمد آل ثاني – رحمه الله – في ذلك اليوم المشهود .