12 سبتمبر 2025
تسجيللا يقتصر الغناء العراقي على لون أحادي، ولكن في إطار كان، فإن للفنان العراقي قدره على بعث الشجن، أنا أتحدث عن ماضي الأيام، وجل البحوث والدراسات حول الغناء العراقي يرتكز على الماضي، كما في الدراسات الجادة للفنان الكبير حسين الأعظمي والفنان القدير محمد كمر على سبيل المثال لا الحصر في رحلة الغناء في بلاد الرافدين يحتوي الإنسان تلك النبرة من الحزن، صوت ممزوج بالعذوبة والرقة، يقول الوالد صبري الرماحي: "أنا أجن وانا اسمع زهور حسين"، طبعاً هو صادق فيما يعتقد، ناهيك عن أصوات زكية جورج، سليمة مراد، من أين يأتي هذا الحزن، ولماذا؟ مثل هذا السؤال بلا جواب، لأن بلاد الرافدين قد حوت حزن العالم حتى الآن، ماذا ترى وماذا تشاهد، من حلقات الموت والتفجيرات، أشلاء في كل المدن وهناك من يغذي الطائفية هناك، من أجل غايات يجني ثمارها الآخر. هل هناك نسأل عن ونحن نعيش مع أغاني ناظم الغزالي وفاروق هلال وسعدون جابر وطالب القراغوللي وغيرهم عن مذاهب ومعتقداتهم؟ أم أننا كنا نرحل بعيداً مع أصواتهم، كما أن الغناء عند القبنجي ويوسف عمر وعشرات من قراء المقام نوعاً من السحر الممزوج بالنواح والشكوى ولكن هذه الآهة الحري كانت تمثل الماضي البعيد. ويقال إنها الإرث التي حملت نتاج العديد من النكبات منذ أقدم العصور، ولكن الإنسان في هذه المنطقة عشق كل المفردات، لأن تلك الكلمات والمفردات امتزجت بأحلامنا وآمالنا، كانت تلج في صدورنا دون استئذان، مثلها مثل قصائد السياب وبلند الحيدري والبياتي والجواهري وعبدالرزاق عبدالواحد، ومثل ألحان عباس جميل وطالب القراغوللي، وآهة، ياس خضر وتجليات رياض أحمد. وللحديث بقية.