12 سبتمبر 2025
تسجيلإذا كان الاخوة بأشغال قد وصفوا البنية التحتية ب (المعكرونة)، فإن الوضع على سطح الأرض يمكن وصفه بلعبة (السلالم والحية)، بالنسبة للشوارع التي تتوه إذا ما أخطأت في مسار واحد فإن العودة الى الطريق الصحيح لن يكون بالأمر السهل، فأي خطأ في الدخول في شارع فرعي أو مدخل ما سيؤدي بك الأمر الى الاصابة ب (الدوخة)، لأنك لن تستطيع الخروج من ذلك، وكلما اعتقدت أنك وصلت الى نقطة النهاية، فإن الطريق إما أن سيكون مسدوداً أو أن يعيدك إلى البداية أو يدخلك في متاهات جديدة، وحتى تخرج من ذلك مطلوب الحصول على (خريطة طريق) على درجة عالية من الوضوح. اشكاليتنا مع الطرق باعتقادي ليست بالاغلاقات أو الصيانة الجارية، إنما بالدرجة الأولى بالبدائل المطروحة واللوحات الارشادية التي تبين وترشد الى المخارج والطرق البديلة، هي للأسف ليست على المستوى المطلوب، ففي جميع دول العالم تكون هناك اغلاقات للطرق وصيانة للشوارع، ولكن من المهم قبل الإقدام على أي إغلاق إيجاد بديل لا يقل عن الشارع الذي تم إغلاقه، خاصة في عدد المسارات، فلا يعقل أن يتم إغلاق شارع مكون من 3 مسارات مثلاً، في حين أن الشارع البديل ذو مسار واحد، من المؤكد أن الازدحام سيكون كبيرا، والاختناقات المرورية ستصل الى ذروتها. كذلك لايمكن تنفيذ صيانة أو إغلاق لشوارع متداخلة أو متصلة مع بعض في آن واحد، فبالإمكان التغلب على ذلك من خلال الانتهاء من تنفيذ شارع ثم بالبدء بالآخر، لكن أن يتم الاغلاق في شوارع معينة بنفس الوقت فإن ذلك يدفع الى خلق اختناقات، وهو ما يحصل حاليا مثلا في الطرق المؤدية الى المناطق الجنوبية، فقد تم إغلاق طريق المطار، وهو ذو 3 مسارات، وأحيلت الحركة المرورية الى شارع داخل منطقة سكنية، وعلى ناصيته مدرستان، وليس هذا فقط بل تقلص الشارع ذو المسارات الثلاثة الى مسار واحد، تستخدمه في نفس الوقت الشاحنات وسيارات الشحن الكبيرة، ألا يسبب ذلك اختناقا مروريا؟ وليت الأمر اقتصر على ذلك، بل إن الطريق الآخر المؤدي إلى المناطق الجنوبية، والذي يمر من خلف سلاح الجو هو الآخر تنفذ به صيانة، وفي بعض أجزائه فإن الصيانة الجارية غير منطقية، فمثلاً وضعت على جوانب مسار واحد فقط حواجز اسمنتية لمئات الأمتار، فإذا ما وقع حادث مروري مثلاً في هذا المسار المحاط بالحواجز الأسمنتية أو تعطلت سيارة ما، فإن الشارع سيغلق تماما، فليس هناك مخرج، فهل يعقل ذلك؟ الاشكالية - كما قلت - هي في الطرق البديلة وليست في الاغلاقات، فلو وجدت شوارع بديلة على درجة عالية من الجودة وبنفس الكفاءة، لما حدثت الاختناقات بالصورة الحالية، مع إيماننا بارتفاع عدد مستخدمي الطرق خلال السنوات القليلة الماضية.