03 نوفمبر 2025
تسجيلأجـد أحـياناً نفـسي أو بالأصح ذهـني، وقـد صار كـمـرجـل مـلـيء بـماء يغلي ولا يـجـد مـتـنـفـساً لإخراج بخار المـاء المتصاعد بسبب غليان المـــاء، وأحسب أن أحدكم يشعر أو قد شعر بالأمر هذا من ذي قبل. كلنا اليوم في هـذا العالم، سريع الإيقاع والــتــغــيــرات، صـــار يـبـحـث عـــن وســيــلــة أو أخــرى في كيفية إفــراغ الذهن من الأفـكـار والخطط والآمــال والطموحات وغيرها، وكيفية تحويل تلك الأمور التي تضغط على الــذهــن ضغطاً وتشحنها كهرباء وتــوتــرات، لتتجسد وتكون واقعاً معاشاً من أجل إراحــة الذهن والنفس من هم حملها المستمر، دون تفريغها أو طردها.. والسؤال: كيف؟ اجـلـس مــع نفسك يـومـاً فــي جــو هـــادئ لا تسمع فيه سوى صوت أنفاسك وهي تخرج هادئة من أنفك، وحــاول أن تبدأ عملية تفريغ ما بذهنك من شحنات كهربائية كثيرة، هي عبارة عن أفكار مختلطة ما بين مشروعات تم تأجيلها، إلى أخرى جديدة تتشرف بدخول ذهنك للبقاء فيه إلى أمد غير معلوم نهايته، إلى أخرى ثالثة ورابعة وألف.ستكتشف كــم المـــرء منا يظلم نفسه ويضغط على ذهنه، وبـالـضـرورة بعد ذلــك قلبه، وهــو يحمل الكثير والكثير من الأفكار والمشاعر والمشروعات ولا يدري كيفية تفريغ ذهنه، أو لنكن أكثر دقة، لا يعرف متى يفرغ ذهنه منها، بسبب أن أغلبنا يعرف تقريباً كيفية التفريغ وتجسيد تلك التي بذهنه إلى واقـع تـراه عيناه، ولكن المشكلة أو العائق يكمن في ذاك القرار الجريء المؤجل لتحديد موعد إفراغ الذهن.لا أدري لماذا يحمل أحدنا الأفكار المبعثرة والهموم المتعاظمة فــي الــذهــن والـقـلـب دون تفريغهما، بــل وتــجــده يحمل فـوق كل ذلــك، هموم ومشاكل غيره، وهـو بعد لم يفكك مشاكله ويفرغ ذهنه مما فيه؟ لمـاذا صار المـرء منا يعبئ هذا الذهن بكل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة، ولا يقوم بإفراغها بشكل دوري مـسـتـمـر؟ لمـــاذا لا نـــدرك أن مــا نــقــوم بــه غير صحي بــل ضــار ومــؤثــر سلباً على قلوبنا وعـقـولـنـا؟ لمــاذا نستمر في هذا ونحن ندرك تمام الإدراك خطأ ما نقوم به؟ هل تحولت حياتنا إلى هذا الحد من الانشغال المستمر الذي يجعلنا لا ندري ما نقوم به أو ما نريد القيام به؟لا أدري، ربما!