08 أكتوبر 2025

تسجيل

المرأة حاضنة الاقتصاد

16 أكتوبر 2013

المرأة أم الاقتصاد هي حقيقة نأخذها كمسلمة؛ دون تقدير حجم مساهمة المرأة كأم وكمربية أجيال وكصانعة بيت. منه يتفوق الطالب ويصبح طبيبا ومهندسا وصاحب قرار، ولو نظرنا للمنزل لرأينا أنه يقوم مقام المطعم النظيف الصحي الذي يوفر على ميزانية العائلة الكثير من المصاريف الباهظة، ولو نظرنا له لوجدناه أيضاً مغسلة ملابس وسكنا نظيفا ومكان ترفيه ومكان تعليم كل هذا قائم على عمل المرأة. وحسن صناعتها في المنزل يؤسس لمسارات التنمية الشاملة. ليس هناك تنمية دون جهد المرأة أما في سوق العمل وهي على الأقل خمسون في المائة منه وأما في المنزل وهو الاقتصاد الموازي للاقتصاد العام. الاقتصاد قائم على جهد المرأة بغض النظر أين هي قائمة، فهي المشرفة على كل ما يدور في المنزل مما يحقق للرجل التفرغ للقيام بعمله، وهي جوهر استقرار العائلة ومنه المجتمع وهذا أهم عنصر من عناصر التنمية. ولكن يبدو أن البعض يأخذ دور المرأة كمسلمة دون أن يقيم دورها ويعطيه حقه من القدير، لو كان هناك تقييم كمي ونوعي لجهد المرأة في أي مجتمع لطغى دورها على الدور التقليدي للرجل وهو العمل خارج المنزل، وقد أحاطت الأخطار في حقبة تاريخية بالعمل خارج المنزل مما حرم المرأة من المساهمة فيه، ولكن دورها في التنشئة والعمل داخل البيت كان ولا يزال له الدور الأعظم في رفاهية المجتمع، وفي المستقبل القريب سيمكن الاقتصاد الرقمي المرأة من العمل وتقديم جهدها بشكل سيعطيها الفرصة لإظهار إمكاناتها وقدراتها الكامنة للمجتمع. وإن كان كما سبق وأظهرنا أن دورها أكبر من دور الرجل فيما عدا جانب المخاطر أو العمل الشاق. ومع التقدم العلمي تتراجع ميزة الرجل وهي إما تحمله المخاطر أو تحمله المشاق البدنية. لتتعدل أرضية حلبة العمل في صالح المرأة؛ فهي اليوم تستطيع الجلوس خلف الحاسوب وتقديم عملها على أكمل وجه وجوده، وقد خبر الشباب قدرة المرأة والتزامها بالعمل حيث أصبح الشاب يعي قدر المنافسة القادمة من المرأة ولذا شحذ همته ليقدم عملا أكثر جودة وابتكارا. وهذا من شأنه أن يغير من طبيعة بيئة العمل لتكون أكثر تحفيزا وديناميكية، والتي كان الشباب يتنافس على الرجولة فيها من ناحية عدم الالتزام أو التهرب. بوجود المرأة أصبح الشباب أكثر مسؤولية واحتراما للعمل وهذا يخدم التنمية، وهذه فائدة ما كانت الدولة قادرة على جنيها لو لم تأت المرأة لتنقذ بيئة العمل. ولكن هذه هي بداية التنافس بين الرجل والمرأة تنافس سوف يحصد المجتمع ثماره مع مرور الوقت. وسيكون أحد ثماره كون الجهد والعمل وتقديم الحلول لمشاكل العمل هو معيار التقييم. وإعطاء العمل الأولوية عند خيار اتخاذ قرار اما العمل أو التفسح، والمرأة قائمه على رأس الاقتصاد إما في المنزل وإما في سوق العمل. والأثر الإيجابي على روح العمل الذي تجلبه المرأة في دخولها لسوق العمل كاف كقيمة مضافة لمجتمعها، ولكن المرأة تملك ميزة تنافسية لا يملكها الرجل وهي قدرتها على العمل داخل أو خارج المنزل. وهي إضافة نوعية تضيفها المرأة للمجتمع والأمة. دور المرأة من أم إلى مربية إلى مديرة مطعم إلى مديرة فندق إلى طبيب المنزل إلى حافظ أمانة وإلى الطبيب النفسي وإلى الملاحظ لا يمكن تقديره. ولكن تقوم المرأة بكل ذلك دون طلب شكر أو تقدير؛ بل تواجه بما قد يعني التقليل من قيمتها للأمة والمجتمع. لذلك فالكل مطالب بتقدير دور المرأة في المنزل أولا وهو اقتصاد متكامل وقيمته لا تقل أهمية عن شرائح الاقتصاد الكلي. ولكن للأسف ليس هناك تقييم ولا تقدير موضوعي يعطي المرأة القليل من حقها. هي حاضنة المجتمع والثقافة وجوهر استقرار المجتمع. لا غنى عن المرأة في المنزل ولا غنى عنها في سوق العمل، ولكن يجب ألا نقع في خطأ إعطاء عمل المرأة خارج المنزل أهمية أكبر ولا أن نظلمها في دورها المقدس في المنزل؛ فهي تقدم للمجتمع أين ما كانت دون المزايدة أو انتظار الشكر. ولكن هذا يجب ألا ينقص من قدرها بل يزيد من تقدير الأمة لعملها، ومهما شكرنا لأمهاتنا ولزوجاتنا على ما يقمن به من عمل كل يوم وكل ساعة دون أن نعطيهن ما يستحقن من تقدير، ولذلك فلتختر المرأة أي عمل تقدمه، ولنقبل خيارها دون حكم مسبق لما يجب أن تقوم به. ففي رأيي المتواضع أن دور المرأة في المنزل يفوق أي دور آخر، ولكن هذا يتطلب تقدير المجتمع لعملها دون التمييز في صالح عمل الرجل. دخول المرأة العمل خارج المنزل وفر الحماية للمجتمع وصحح من خلل التركيبة السكانية، وحد من التدفقات النقدية خارج الوطن، وأعاد تدوير تلك المبالغ في الاقتصاد الوطني. وفي النهاية لا يقوم المجتمع ولا الاقتصاد إلى بضلوع المرأة باختيار دورها الذي تقدمه لأمتها.