12 سبتمبر 2025

تسجيل

في وداع ملكة بريطانيا

16 سبتمبر 2022

(1) امرأة من نوع مختلف، ولدت فخلدت سيرتها كامرأة عاشت في قصرها بعيدا عن السياسة وعن مشاكسة الأحداث الجارية، وهذا هو طبع من يعيش داخل القصور المغلقة. عرفت بحبها لركوب الخيل واقتنائها لها على مدى عقود طويلة ومنها الخيول العربية الأصيلة التي تعلقت بها هي وابنها الملك تشارلز الثالث الذي جاء ملكا عقب والدته بعد مرور سبعين سنة. (2) عاشت الملكة (96 سنة) في الفترة ما بين (1926 - 2022) وحكمت بريطانيا ما بين (1952 - 2022) أي فترة سبعة عقود كانت تقوم على الرفاهية وحياة الملوك الأثرياء. ويوم رحيلها تأثر العالم بغيابها وبشخصيتها الهادئة التي عاشتها بعيدا عن الأضواء وإن كانت حاضرة في وجدان الشعب البريطاني حتى يوم دفنها. (3) ربما يكون الموقف البارز الذي تحدث عنه الشعب البريطاني عن الملكة كان يوم رحيل “الأميرة ديانا“ عام 1997 م عندما رحلت في يوم عاصف حيث تحدثت عن تأبينها بعد مرور فترة طويلة من وفاتها خاصة انها كانت مقربة من القصر الملكي إلا ان الحديث عنها بعد هذا الوقت جعل الكثير يسجل موقفه ضد الملكة في ذلك الوقت. ولذلك تقول بعض الوسائل الإعلامية البريطانية اليوم بأن لعنة مقتل ديانا تهدد عرش إنجلترا بعد وفاة الملكة إليزابيث. ما زلت أتذكر العلاقة بين ديانا وتشارلز في أيامها الأخيرة (أثناء دراستي للدكتوراه هناك) وما سببته الصحافة لديانا من ازعاج وتدخل في شؤونها الشخصية وتصويرها في مواقف فاضحة دون استئذان منها. خاصة ما كانت تنشره الصحف البريطانية الصفراء عن حياتها وصداقاتها مع من يعيش خارج أسوار القصر وهو ما كان سببا في طلاقها فيما بعد من الأمير تشارلز. (4) ومن غريب الصدف ان رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة من حزب المحافظين “ليز تراس“ قد عاصرت الملكة الثانية قبل رحيلها بأيام ومن ثم التقت بابنها الملك الثالث في فترة لم تتجاوز أربعة أيام وهو ما يسجل لها عبر تاريخ بريطانيا المعاصر بعد مغادرة رئيس وزرائها السابق “جونسون“ الذي عانى اقتصاده فترة من الركود بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي ما زالت تشتعل حتى اليوم. (5) أما الحادثة الأكثر جدلا إبان حياة الملكة فتتعلق بالكاتب المعادي للإسلام والمسلمين “سلمان رشدي“ الذي منحته لقب فارس مكافأة له على تأليف كتابه المذموم “آيات شيطانية“ عندما أثار جدلا واسعا ضد الإسلام ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الغرب والبلدان العربية والإسلامية وفي العالم ككل. (6) كلمة أخيرة: ربما كانت كلمة الملكة عن جائحة كورونا أكثر الكلمات تأثيرا في الشارع البريطاني حيث تحدثت عن أزمة صحية عصفت بالعالم أجمع وغيرت الكثير من المفاهيم في سنة 2020 م بالرغم من أنها أصيبت بكورونا وهي في سن الـ 94 عاما.