17 سبتمبر 2025

تسجيل

فلا تلوموا التعليم ولوموا أبناءكم

16 سبتمبر 2013

غادرنا عام دراسي بإيجابياته وسلبياته، بقوته وبضعفه، بتميزه وإنجازاته وإخفاقاته، بمبادراته وإنكفاءته، بتقدمه وبتأخره، وبمشكلاته وطريقة التعامل معها. فإلقاء اللوم الكامل على المنظومة التربوية التعليمية إجحاف وظلم، ولا يظن أحد أننا ضد أبنائنا الطلاب أو أولياء أمورهم، وخاصة طلاب المرحلة الثانوية، إن ما رأيناه وسمعنا عنه من إهمال — ولا نعمم — من الطلاب وضعف الدافعية إلى التعلم بل وضعف الانطلاق إلى اليوم الدراسي كمشي السلحفاة، رغم ما يبذله الطاقم التعليمي والإداري في مدارسنا ولهم كل الشكر من جهد وأوسمة التقدير نقلدها صدورهم بكل فخر واعتزاز. فالإهمال والتبلد واللامبالاة من قبل الطلاب أمر مرفوض، والانتقاد وقلة متابعة أولياء أمور الطلاب في مدارسهم، وكثرة الشكوى من قبلهم للمدارس والقائمين عليها أمر مرفوض قطعاً، إلاّ إذا وقع أمر شائن لا يسكت عليه ولا يقبله عقل ولا عرف مجتمعي. فقل لي بربك إذا كان عدد طلاب مدرسة ما ثانوية أو إعدادية 800 طالب، كم عدد أولياء الأمور الذين يتابعون أبناءهم في هذه المدرسة متابعة جيدة ودورية؟؟ نقول إن اولياء الأمور لا يأتون ولا يحضرون إلى المدرسة إلاّ إذا وقعت مشكلة أو لاستلام إفادة عن مستوى الطالب التعليمي ونكرر دائماً — لا نعمم —. وإنا على يقين لو أعطى أبناؤنا الطلاب 60 % من الاهتمام الدراسي والحضور الفاعل في المدرسة لحصدوا النتائج الطيبة، وإنا على يقين كذلك لو أعطى أولياء أمور الطلاب 40 % من متابعة وتفاعل واهتمام لأبنائهم الطلاب في مدارسهم لحصدوا التفوق. والواجب على الجميع الدفاع عن المنظومة التربوية التعليمية في دولة قطر — حفظها الله — ولكن كثرة الهجوم وتصيد العيوب والأخطاء ليسا هما المنهج الصحيح، ولكن على الجهة المختصة على التربية والتعليم أن تسمع وتنصت لما يتداول في المجتمع بكل أريحية وسعة صدر، فالحكمة في معالجة المشكلات والأخطاء قيمة لا بد أن يتحلى بها الجميع فمصلحة الوطن والقيم والثوابت مقدمة على كل شيء. ونقول "فلا تلوموا التعليم ولوموا أبناءكم". " ومضة " أتى عام دراسي جديد، نتمنى أن يتفاعل معه الجميع بإيجابية وفاعلية وخاصة من أبنائنا الطلاب وأولياء الأمور. ومتى تكون عندنا منظومة تربوية تعليمية مستقرة لمدة اثني عشر عاماً ثم تُطور وتقيّم؟ وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.