16 سبتمبر 2025

تسجيل

انتقاء الكلمات

16 أغسطس 2021

ما هي كلماتك في حياتك.. كلماتك في تعاملاتك وعلاقاتك.. كلماتك في عملك ومع موظفيك.. كلماتك مع طلابك في المدرسة والجامعة.. كلماتك في منصات التواصل الاجتماعي (الفضاء المفتوح).. كلماتك عند الغضب.؟ فانتقاء الكلمات فيها من المنافع والمباهج، فبها تكسب من حولك، وتُريح من يعاشرك وما يحمله من هم و تفكير، فإذا لم تُحسن انتقاء الكلمات فأحسن الصمت والزمه فذلك خير. فإن أسهل شيء على اللسان أن يرمي الغير بكلمات جارحة. تعقّل قبل أن تلقي كلماتك المؤلمات، ولا تجعل لسانك وعاطفتك السلبية يسبقان عقلك. بالله عليكم ماذا تفيد الكلمات الجارحة والنقد الجارح، حتى ولو فُـتح لك المجال من على منصات التواصل وغيرها في أن تتلفظ وتكتب ما تريد من كلمات!. "فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ" كالأبل بلا راعٍ يقودها. قال الإمام الأوزاعي رحمه الله "ما بُلي أحد في دينه ببلاء أضر عليه من طَلاقة لسانه"، فانتبه واحذر. فكم من كلمة طيبة قرّبت القلوب وصفت النفوس بها!. وكم من كلمة خبيثة مزقّت الصفوف وزرعت الأحقاد والضغائن وقطعت الأوصال!. وكم من كلمة أفرحت وألقت بظلالها الأنس والبهجة وراحة البال!. وكم من كلمة أحزنت وجاءت بالبؤس على قائلها ومن قيلت بحقه!. وكم من كلمة انشرح لها الصدر وتفاءل الجميع بها!. وكم من كلمة استوحشها القلب وأحدثت الضيق على سامعها!. وكم من كلمة لملمت جروحاً وطاب بها البدن!. وكم من كلمة أتعبت الجسد!. وكم من كلمة جمعت بيوتاً وأصلحت نفوساً وتصافحت بسببها الأيادي!. وكم من كلمة أهدمت بيوتاً وشتت أُسراً!. وكم من كلمة أفلح قائلها وسعد بها! وكم من كلمة خسر من أتى بها وما بناه من خير!. " أتدرون من المفلس؟!". وكم من كلمة أضحكت ورفرفت أعلام الابتسامة والفرحة!. وكم من كلمة أبكت وأحدثت ضجيجاً ولهيباً!. وكم من كلمة حفّزت وحثّت وأتت بالأمل!. وكم من كلمة جاءت بالإخفاق واليأس والفشل!. وكم من كلمة نشرت الفضائل بين أفراد المجتمع فكان التماسك والخير والعمل!. وكم من كلمة أذاعت الرذائل في المجتمع فجاءت بالمساوئ!. وكم من كلمة فتحت آفاقاً واسعة وحركت الحياة!. وكم من كلمة أغلقت أبواباً وأوقفت السير وتعطل المسير!. وكم من كلمة عزّزت العمل المؤسسي ونهضت به وحققت رؤيته ورسالته فكانت النجاحات!. وكم من كلمة أخّرت العمل المؤسسي وأضاعت الكفاءات وكسرت مجاديفه!. وكم من كلمة نهضت بمجتمع وتكاتف أبناؤه وسعدوا بها!. وكم من كلمة تقهقر بها المجتمع وأحدثت شروخاً وتصدعاً بين أفراده بسبب قائلها وما يريده من شهرة وتهافت الناس عليه!. ألا بئس ما صنع وما أتى به! إنه السفه!. فانتقاء كلماتك تدل على شخصيتك ومكانتك وما تحمله أنتَ وأنتِ من أخلاق وقيم وتربية، وقد قيل: "فمُ العاقِل ملجَم، إذا همَّ بالكلام أحجَم، وفَم الجاهِلِ مطلَق، كلّ ما شاء أطلَق". ونذكر بهذا المعنى الجميل العملي "فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ" فافهم!. "ومضة" لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ ..... فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ [email protected]