11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الناظر إلى الحركة التشكيلية القطرية يجدها متوهجة بحق، ليس هذا من قبيل المبالغة، ولكنه واقع يتأمله رواد معارض الفن التشكيلي بالدوحة، سواء تلك المعارض الفردية، أو الأخرى الجماعية، والتي تقيمها عدة الصروح الفنية المعنية. غير أنه مع هذا الحراك الفني، والفضاء البصري بالدولة، وصعود فنانين شباب من الجنسين. يلاحظ المرء ثمة غياب للحركة النقدية الفنية، والتي إن وجدت بعض مظاهرها أو ملامحها، فإنها ليست بالشكل المواكب للحراك الفني القائم، والصعود الواضح لفنانين قطريين إلى الساحة العالمية، إما بمشاركتهم في معارض خارجية، أو حصولهم على جوائز عالمية. ولعل هذا الغياب النقدي، قد يهدد مسيرة الحركة ذاتها، فالنقد دائمًا، سواء كان فنيًا أو أدبيًا، هو بمثابة إثراء للعمل ذاته، شريطة أن يعتمد على الموضوعية، فليس بالضرورة أن تكون الأعمال الإبداعية على ما يرام، دون تفكيكها، أو تشريحها نقديًا، بغية إثراء العمل نفسه. لذلك، فإنه مهما كان ثراء الحراك الفني التشكيلي، فإن الأمر يتطلب حراكًا نقديًا موازيًا له، يكون على مستوى النضج والتطور، بحيث تتوفر حركة نقدية، تسهم في البحث عن ماهية الأعمال الفنية، بغرض دعمها، وإثراء مشهدها، والقائمين عليها. والواقع يؤكد أن الحركة التشكيلية القطرية خصبة بجيل من الرواد، الذين بإمكانهم النهوض بهذا الحراك الفني، ونقده وفق أسس علمية وموضوعية، تعمل على صقل المواهب الفنية الناشئة، وتسهم في النهوض بما هو قائم من أعمال تشكيلية. وعندما، تنجح الحركة النقدية الفنية، وتتوازن مع الحراك التشكيلي القائم، فإنه يحق لنا الحديث عن حركة بصرية متكاملة في قطر، وأنها وإن كانت قائمة اليوم، فإنه البريق الذي ينبغي المحافظة عليه، فلا تنطفئ مصابيحه، ما دامت قناديله مضيئة، بريشة الفنان، وعقلية المبدع، ولوحة الرسام، وحروف الخطاط. وعلى أي حال، فإن المؤكد أن الحركة الفنية القطرية قادرة على أن تلفظ رديئها، وتصوب العليل منها، لتقدم لمتلقيها منظومة فنية متكاملة، من أعمال تشكيلية، وحركة نقدية، خاصة مع كل هذا النماء الذي عليه هذه الحركة من جيل فني صاعد، وجيل الوسط، استطاعوا جميعًا أن يسجلوا لفنهم حضورًا، بدعم من رواد استطاعوا أن يحفروا لأنفسهم مكانة بين هذين الجيلين، لينهل الجميع من فنهم، ويقتدون بمسيرتهم الإبداعية.