14 سبتمبر 2025

تسجيل

حال الدنيا

16 أغسطس 2014

برحيل الفنان سعيد صالح أسدل الستار وبخاصة في المسرح الكوميدي على فترة من أهم فترات المسرح في مصر، ذلك أن الفنان المرحوم كان واحداً من فرسان تلك المرحلة مع رفقاء دربه، سواء في فرقة الفنانين المتحدين مثل عادل إمام، يونس شلبي، أحمد زكي، حسن مصطفى، أو عبر الفرق الأخرى، مثل جهود الفنان محمد صبحي، أو زملاء تلك المرحلة مثل وحيد سيف أو غيرهم، ولكن ما كان يميز سعيد صالح قدرته على الارتجال والحضور الطاغي فوق خشبة المسرح وهذا القبول من المتلقي، انطلق كأبرز أبناء جيله ولكن بالموهبة فقط لا يعيش الفنان، لذا فإن عادل إمام كان يحسب في كل خطواته الطرق التي تؤدي إلى كسب المزيد من الألق بينما انطلق المرحوم سعيد صالح إلى تحطيم الذات، إنا لا اتحدث عن معاناة السجن، ولكن كان الاعتقاد بأن السوق التجاري في مجال المسرح لعبة بسيطة، فطرح افكاراً عبر كعبلون على سبيل المثال وتناسى أن السوق ملعب آخر، ثم كان الاعتقاد بأنه موهبة أخرى في مجال الموسيقى وهو الذي لم يعرف أصول الغناء، بل كان يدعي أنه سيد درويش هذا العصر، نعم من حق أي إنسان ان يقارن ذاته بما يشاء وبمن يشاء، ولكن الارتماء في احضان الوهم وخداع الذات كثيراً ما يرمي الإنسان إلى التهلكة، وهكذا اتروى قليلاً، مع صدق الموهبة، وبقي محلك سر، ونجاحات سادت ذات يوم وغابت مع المرض والاستسلام للوهم، وخسرت الحركة فنانا موهوبا، وهذا حال الدنيا، ولدينا مع الاسف نماذج محليا في كل مجال، من ينتهي بالغرور ومن ينتهي بالغباء، واسألوا الموسيقار الكبير عبدالعزيز ناصر، فكم موهبة خسرناها، والذين لا يجود كل يوم بموهبة كبرى، انها ومضة أو فلاش سريع الانطفاء، وهذه حال الدنيا، فهل يستفيد من هذه الدروس أو يتعظ فنان ما.. اشك كثيراً، لأن الغرور مقبرة لبعض المواهب ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه وقدر الأيام وما تحمله من مفاجآت.وسلامتكم