13 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي خريج جامعة الإمام محمد بن سعود "التسامح يعني الموافقة والقبول والتساهل"، وهو قيمة من قيم الإسلام أساسه تخلي المتسامح عن حقه والتنازل أمام الغير، فالتسامح بهذا المعنى قيمة إنسانية عامة لا ترتبط بدين أو ثقافة.والناظر في روح رسالة الإسلام، الرسالة الإنسانية الحالية، يرى أن نصوصها تزخر بالدعوة إلى التسامح والتواصل والتعارف والتعاون، فقد حث القرآن الكريم في آيات كثيرة منها قوله تعالى: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" "الكهف: 19"، وقوله تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر) "الغاشية: 21-22"، وقوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيي) "البقرة: 256"، وقوله تعالى: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) "يونس:99".فهذه الآيات وغيرها كثير يمكن الاستدلال بها، وبكثير من الأحاديث النبوية، وبآثار من أدبيات الفكر الإسلامي، ومن التراث الإسلامي، على أن الإسلام برئ من دعمه للتعصب أن سماحته حقيقة واقعة ودعوته إلى التسامح واضحة جلية، فالتعصب مرفوض شرعا وعقلا، حقيقة رفضك المطلق الآخر المخالف لك في الدين والحضارة، واضطهادك له، ومعاملاته، وسفك دمائه، فهذا ما وقف الإسلام أمامه منذ بدايته، يقول تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) "الممتحنة :8".ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل تحت راية عمية، يغضب للعصبة، ويقاتل للعصبة، فليس من أمتي، ومن خرج من أمتي على أمتي، يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى مؤمنها، ولا يفي بذي عهدها، فليس مني) "رواه مسلم: 1848"، وقال أيضا: (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) "رواه أبو داود: 5121" وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: (من العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال لا ويكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم) "ابن ماجة: 3949".ولقد ضرب المسلمون أجمل الأمثال في تعاملهم مع مخالفيهم، وأظهروا سماحة رائعة معهم، فاعتبروهم مواطنين يتمتعون بكافة حقوق المواطنة ويؤدون واجباتهم على حد سواء.وتاريخنا الإسلامي المجيد يحتفل بنماذج راقية وصور رائعة من تعايش المسلمين مع مخالفيهم فقدموا صورة ناصعة عن الإسلام الحق إسلام الرحمة والمحبة إسلام التآلف والتحابي، إسلام التعايش والحوار.ووفق هذه المبادئ السامية والمثل العليا يجب على المسلمين أن يتعاملوا اليوم فيما بينهم ومع الآخرين لينشروا بذلك المحبة والوئام والأمن والسلام.هذا وبالله التوفيق