26 سبتمبر 2025

تسجيل

نظام الإخوان .. وإخوان النظام

16 أغسطس 2012

ليس من حق أي مواطن مصري أن يطالب الرئيس محمد مرسي بأن يتخلى عن الإخوان المسلمين أو يتبرأ منهم أو ينشق عنهم أو يبتعد عن اخوانه المسلمين لأن مثل هذه المطالب لا يمكن بأي حال من الأحوال تحقيقها لأن الرئيس مرسي عضو فاعل في هذه الجماعة وهذه الجماعة أو هذا الحزب الإخواني هو الذي أوصل هذا العضو إلى رئاسة الدولة. وليس من حق الرئيس مرسي أيضا أن يتخلى عن برنامج هذا الحزب أو يتبرأ منه أو ينشق عنه لأنه لو فعل ذلك فإنه يخون العهد والأمانة والوعد الذي أقسم عليه عندما انضم إلى هذا الحزب. لهذا يجب أن نعترف بأن قيادة مصر اليوم هي لحزب الحرية والعدالة أي للإخوان المسلمين لأن الشعب اختار عضواً في هذا الحزب وعلينا أن نحترم هذا الاختيار رغم أنني لست مع هذا الاختيار، فقد كتبت مقالاً في الشرق وقبل جولة الإعادة بين المتنافسين مرسي وشفيق تحت عنوان "لا شفيق ولا مرسي يستاهل هذا الكرسي" ولكن بما أن الشعب اختار الدكتور مرسي فعلينا جميعاً أن نحترم ونساند وندعم قرار هذا الشعب ونعطي الفرصة للدكتور مرسي وللإخوان المسلمين لترجمة البرنامج الذي طرحه الإخوان ووافق عليه الشعب المصري. سيقول قائل إن أغلبية الشعب المصري لا يؤيد الإخوان المسلمين ولعل هذا القول فيه الكثير من الحقيقة لكن هذه الأغلبية كانت مفككة ومبعثرة ومتناثرة لا يجمعها برنامج كالذي يجمع الإخوان المسلمين أو إطار تنظيمي يوحد هذه الأكثرية، لهذا ضاعت هذه الأكثرية بين مرسي وشفيق، وقالوا عنهما في جولة الإعادة "إن أحلاهما مر".. وكانت النتيجة أن فاز الدكتور محمد مرسي برئاسة الدولة وهذا الفوز رغم أنه غير مستحق فإنه تم بطريقة ديمقراطية.. فما يفرض على الجميع احترام هذه النتيجة. ونظراً لأن الدكتور مرسي ينتمي إلى جامعة الإخوان المسلمين فمن حقه أن ينهج أسلوب حكم ينسجم مع أفكار ومبادئ وأهداف الإخوان المسلمين، وهكذا هي الديمقراطية فليس من الديمقراطية إذا فاز في الولايات المتحدة الأمريكية رئيس جمهوري أن يطالبه الشعب الجمهوري بتنفيذ برنامج الديمقراطيين والعكس صحيح.. وليس من الديمقراطية أيضا إذا فاز حزب العمال ببريطانيا أن نطالب رئيس هذا الحزب أن يطبق وينفذ برنامج حزب المحافظين أو إذا فاز الحزب الشيوعي في كوبا أن نطالبه بتنفيذ برنامج حزب رأسمالي.. لهذا فإن الحزب الفائز بالانتخابات من حقه أن ينفذ برنامج حزبه وهنا نقول إذن من حق الرئيس مرسي تطبيق برنامج الإخوان المسلمين ليس كما يقال أن نمنحه فرصة لنرى وإنما لأن العملية الديمقراطية جاءت بهذا الحزب على رأس الحكم. لهذا كله فليس من حق أحد بعد الآن أن يضع العقبات والعثرات والعراقيل أمام رئيس الجمهورية المصرية الدكتور محمد مرسي أو أمام الإخوان المسلمين ونرى كيف يمكن لهم أن يترجموا على أرض الواقع برنامج النهضة الذي تم انتخابهم بموجبه وتكون هذه الأكثرية التي خسرت في العملية الانتخابية أكثر قدرة على التقارب والتلاحم ووضع استراتيجية موحدة تخوض الانتخابات القادمة. إن جمهورية مصر العربية "القيادة والريادة" تحتاج من العرب جميعاً اليوم أن يقفوا مع تجربتها الديمقراطية وأن نكون جميعاً "إخواناً للنظام".. ونراقب عمل "نظام الإخوان".