13 سبتمبر 2025

تسجيل

صناعة البطل..

16 أغسطس 2012

ناصر العطية مواطن قطري، اتخذ من الرياضة محوراً لحياته، أسلم له القيادة، ولكن عبر عزيمة لا تلين، وتواضع جم، وقدرة على التحدي كان الصبر مفتاحه لتحقيق هذا المنجز، لم يكتف بأن يسجل اسمه في تاريخ الراليات، ولم يستسلم للدعة بعد أن حقق الكثير، ولكن بالعزيمة نال ما تمنى، نموذج رائع لأبناء هذا الوطن، كثيرون ظهروا ثم تلاشى تأثيرهم مبكراً مع الأسف، أين أبطالنا في رفع الأثقال؟ أين البطل في سباق ثلاثة آلاف متر موانع؟ لا أريد أن أقول "ما حك جلدك مثل ظفرك"، ولكن جل هؤلاء تلاشى تأثيرهم وغابت حتى أسماؤهم، ولذا فإن السؤال المهم: كيف تتم صناعة البطل.. هناك كما أسلفت مقومات بدنية وذهنية، وهناك الموهبة والقدرة على التحمل وتحدي الذات والتطلع إلى الأمل المنشود، من هنا فإن ناصر العطية نسيج خاص، هذا لا يقلل من جهد الآخرين ولكن هل يعرف أحد كيف يتعايش ناصر العطية مع الرياضة؟ إن الرياضات الشاقة مثل الراليات يتطلب الصبر وقوة العزيمة والالتزام.. الالتزام البدني والخلقي حتى يتم تحقيق الأمل للوطن، من هنا فإن التاريخ سوف يحفظ أسماء أبطالنا، ولكن إذا كان البطل قد أدى ما عليه وكان خير سفير لوطنه، فكيف يتم تكريمه، وأنا لا أتحدث عن فرد فقط، ذلك أن الرياضة القطرية قد ساهمت منذ الدورة المدرسية الأولى في الكويت بتقديم وجوه رياضية عدة وفي كل المناسبات. الآن لا يتذكر أحد أمان عبدالكريم، ذلك الرياضي الخلوق الذي حصد أول ميدالية لقطر في المسابقات الرسمية عبر مسابقة مائة متر عدو، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فهناك الرياضي الكبير محمد سلمان، وهناك السهم الأسمر طلال منصور، وعشرات الأسماء.. وحتى نخلق حوافز للأجيال المتعاقبة، فلماذا مثلاً – وأقول مثلاً – لا يتم تكريم هؤلاء الأبطال، ما الضرر في أن يتم إطلاق اسم ناصر العطية على شارع فرعي قريب من سكنه، أو يتم إطلاق اسمه على ملعب صغير في أحد الأندية، دعنا من هذا التكريم، هناك أمور أخرى في متناول اليد، مثل إصدار طوابع بريدية تحمل صوره أو مجموعة من الطوابع تحمل صور أمان عبدالكريم – محمد سليمان – طلال منصور – ناصر العطية، أو إصدار عملة فضية بقيمة مائة ريال تحمل صورة ناصر العطية، وهذا أقل تقدير لبطل وعد وأوفى، ورفع علم قطر خفاقاً في محفل الدولي، وأكد أن البطولة لا تعترف فقط بالمساحة أو الكثافة السكانية ولكن للبطولة رجالها وأبطالها، ما أقدمه مجرد اقتراح، ذلك أن تكريم حافز للأجيال المتعاقبة، وأتمنى أن يكون هذا التكريم في كل المجالات في المسابقات الفنية والفكرية، ذلك أن الإنسان القطري يعشق التحدي ويحاول قدر المستطاع أن يسجل اسم هذا الوطن الغالي بأحرف من نور.. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.. وسلامتكم.