14 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعب السوري هو المقاوم وهو الأبقى!

16 أغسطس 2012

بعض رموز خط المقاومة من دول وأحزاب وأشخاص الذين لم يغيروا رأيهم ومواقفهم من النظام السوري حتى الآن والذين لا يزالون يصرون على دعمه رغم تصادمه مع شعبه لأكثر من سنة ونصف ورغم الفظائع اللا إنسانية واللا أخلاقية واللا وطنية التي يرتكبها ضدهم ورغم افتضاح كل الأكاذيب التي يحاول التغطي بها.. هؤلاء وبالقطع واليقين لا بالتخمين والتحليل لا ينطلقون من حب المقاومة ولا من دعمها وإنما من شيء آخر علينا أن نعترف به وأن نبحث عنه.. إنه الطائفية البغيضة في أقبح صورها أو النفعية المصلحية في أضيق معانيها..  ولا يمكن أن يكونوا أكثر قومية ومقاومية من رئيس الوزراء السوري ومئات الضباط والألوية والعمداء وآلاف الجنود المنشقين وملايين السوريين الثائرين.. لذا فمن لا يزال يدعم هذا النظام حتى الآن ممن يتوهمون أنفسهم يدعمون المقاومة إنما هم بذلك إنما يجرمون في حق المقاومة ويفرقون الناس عنها بهذا الانحياز الأعمى والأصم والأبله وهو أمر يؤسف له ؛ يؤسف له أولا: لما سيعود عليهم بمثل ما عاد على " ميشيل سماحة " الذي ورطه النظام السوري في خيانة بلده بما حرق رصيده السياسي والوطني وبما أخجل أولاده وأهله ؛ وثانيا: لما سيعود على المقاومة ذاتها من إدانة وما سيعطي خصومها من حجة ولسان يهاجمون به طهوريتها وكماليتها.. وما نشاط البعض " أيتام شارون " في لبنان ضد سلاح المقاومة إلا نبذة عما يمكن أن تؤول إليه الأمور..  وإذا خرجنا عن ميزان المبادئ لنحاور بعض من تحكمهم المصالح من داعمي المقاومة.. فنسألهم: هل ظل من المراهنة على بقاء هذا النظام شيء؟ وهل الأمل في أعلى حدوده يتجاوز إطالة أمد الأزمة لأيام أو لشهور؟ ثم هل يستحق هذا الرهان أن تفرطوا بالرأي العام الذي طالما استندتم إليه واستنصرتم به؟ وهل تستحق الأيام أو الشهور – إن بقي منها شيء - أن تستنزفوا لها رصيدكم الوطني والثوري الذي كسبتموه بدماء زكية بذلتموها ودفعتم بها في المعركة؟  وإلى هؤلاء أقول: إن قضية الشعب السوري اليوم - في منظورها الاستراتيجي والتاريخي - هي قضية ككل قضايا التحرر ؛ أخلاقية ووطنية وثورية ومطلبية من الدرجة الأولى.. يجب رصدها والتعامل معها في هذا الإطار، وعلى كل الذين دعموا المقاومة ضد العدو الصهيوني في يوم من الأيام أن يدعموا أهداف هذه الثورة وأن يدللوا بالمواقف العملية والمعلنة على أنهم مع الحرية كمبدأ ومع المقاومة كقيمة عليا، وأنهم عندما يرفضون الاحتلال الصهيوني فإنهم لا يرفضونه عن عنصرية قومية أو دينية أو مذهبية ولا من منطلق مصلحي نفعي ضيق، وأن مواقفهم الوطنية والقومية لا تتجزأ ولا تتجير.. بالتالي فإن عليهم أن يتخلوا عن هذا النظام الفاجر وعن رئيسه الطائفي الأحمق القاتل.. وإلا فهم بدعمهم له ورغم كل ما يفعل إنما يشخصنون المقاومة ويحصرونها في مجموعة ذوات منحرفة.. وهذا غاية الظلم للمقاومة بقدر ما هو غاية الإضرار بها كقيمة وكمفهوم..  عندما يشخصن هؤلاء المقاومة في ذات رئيس – بشار - فاعل لكل أنواع الموبقات، وعندما يشخصنونها في حزب – البعث - فئوي انطوائي استئصالي متهرئ فاسد مستبد ومعلن الكفر البواح.. هذه الشخصنات أليست تجعل المقاومة مكشوفة تحت ما يجب أن تكون محصنة منه؟ أليست تنفي عنها صفات الوطنية والقومية والعمومية والطهورية والعدالة؟ أليست تضربها في مصداقية اتجاهها نحو التغيير؟ وإذا كان تحرير الأوطان وحماية المقاومة هو غايتهم وهو مطلبهم وهو هجرتهم الحقيقية، ولم تكن نوازع الطائفية والمصالح المادية الضيقة ومقاصد الاسترزاق المجرد هو دافعهم ؛ فلماذا لم يفهموا - حتى الآن - أن من حق الشعب السوري أن يمارس حريته وحياته كما يشاء؟ ولماذا لم يفهموا حتى الآن أن بشار وحزبه ونظامه لم يخلقوا ليكونوا آلهة تعبد من دون الله؟ وأن الوطنية إن لم تقم على رصيد من الأخلاق العملية فإنها لا تشترى بالخطب الكلامية في مؤتمرات القمة ولا بادعاء العروبية والقومية والبعثية.. ولا حتى بدعم المقاومة على سبيل المقايضة والمعاوضة؟  ولماذا لا يأخذون خط حركة حماس التي لا يستطيع أحد أن يتهم حرصها على المقاومة؟ ها هي وهي المدينة للنظام السوري بحمايتها لإحدى عشرة سنة.. ها هي عندما وجدته يرفض وساطتها مع المعارضة ويمعن في الدماء والقتل ويرتكب الموبقات وينحاز للطائفية السوداء.. ها هي تتخلى عنه وتحتفظ بمسافة واضحة منه لا ينكرها إلا أعمى أو مغر..  حماس عندما تتخلى عن نظام قاتل يرفضه شعبه ؛ هي لا تتخلى عن نصير ولا عن رفيق سلاح، ولا هي تبصق في الصحن الذي أكلت منه.. فقد وقفت مع كل الحركات والأحزاب ضد الأعداء.. وإنما - وهو ما ينبغي أن يعرفه وأن يتنبه إلى الفرق فيه كل أنصارها – لأن المبدأ عندها هو المبدأ، ولأنها تعدل في الرضى والغضب، ولأنها تتعالى على حاجاتها وتنحاز لمطالب الشعوب العادلة والمحقة.. فالعدل واحد والحرية واحدة ولا يمكن أن يكون مقاوما من يرضى بقتل شعب كل جريمته أنه يقدس الحرية وأنه يريد أن يكون محترما ومختارا كما كل الشعوب الحية..  البعض ربما يطلب من حماس أن تبرز موقفا أكثر تميزا وأكثر صراحة في مواجهة النظام السوري.. وربما يطلبون ذلك عن حسن نية لما تمثله حماس في وجدان الرأي العام من قوة ولما تمثله مواقفها من معيارية أخلاقية تجاه من تتخذ مواقفها إزاءهم، ولما في صراحة انحيازها ضد النظام السوري من كشف لما تبقى من غطاء أخلاقي يحاول النظام التداري به والتمدد خلفه.. أو أن البعض ربما يحاول بمثل هذا الطلب التناغم مع الغرب وإسرائيل لنيل مكان أو مكانة أو لتصدير رسالة هنا أو هناك.. في كل الأحوال وأيا كان دافع هذا المطلب فإنه غير واقعي ولا هو من الحكمة في شيء ؛ ولا داعي له فلم يعد أحد مخدوعا بدعاوى الوطنية والقومية التي يرددها النظام السوري وأزلامه الذين ليس يهمهم موقف حماس منه ولا أن تقبل عليه أو أن تدبر عنه.. ثم إن حماس علمتها الأحداث والمواقف وأخطاء الآخرين أن لا تغرق في الفتن الداخلية للنظم والشعوب.. وأن ذلك أدى ويؤدي لإضرار بالغ بحق الفلسطينيين.. هذا الفهم هو الذي ميز حماس ومواقفها وهو الذي وفر لها قاعدة تقبل أوسع مما يتوفر لكل الأحزاب والحركات والمنظمات الفلسطينية على الإطلاق..  لقد صار واضحا أن ما يجمع النظام السوري ومؤيديه اليوم ليس دعم المقاومة ولا هي نوازع الوطنية ولا الحفاظ على جبهة الصمود وإلا فما وجود النظام العراقي الحالي - صنيعة الاحتلال الأمريكي – حليفا له وفي صفه!! وصار واضحا أن الخيارات لم تعد إما المقاومة أو العمالة، ولكنها الطائفية المذهبية فقط..  آخر القول: الصحيح أن وطنية وقومية ونظافة الشعب السوري هي التي جعلت النظام المعيب بالطائفية والخرب من القيم الإنسانية والخاوي من الأخلاق الفاضلة والغارق في العمالة السوداء يقوم بأدوار وصفت بالوطنية والقومية والثورية.. أما وقد تصادم مع شعبه وعاد لأصل فجوره وخوائه وإلى طبيعته وقباحته فإن على كل مقاوم من حركة أو حزب أو دولة وعلى كل نصير له أن يكونوا أول من يدين هذا النظام وأول من يتبرؤون منه مهما كانت الوشائج التي جمعتهم أو لا تزال تجمعهم به.. فالشعب السوري أبقى من كل النظم التي تحكمه وأنفع لأمته..