10 سبتمبر 2025
تسجيلمن المؤكد أن الإغلاقات العديدة للشوارع التي تعيشها الدوحة حاليا ستسبب إرباكا كبيرا للسائقين، وستدفع نحو اختناقات مرورية في عدد من المناطق، ولكن يجب ان نعترف في الوقت نفسه أنه لا مفر من ذلك إذا ما اردنا لبلدنا ان يكون في مقدمة الركب الحضاري والعمراني، عبر شبكة طرق متكاملة وعلى مستوى متقدم. ما يحدث اليوم هو اعادة بناء حقيقي للبنية التحتية على صعيد الشوارع، وعلاج جذري للمشاكل التي ظللنا نعاني منها طوال السنوات الماضية، والتي طالما كان الحديث خلالها عن سوء الشوارع، وتردي اوضاعها، وضيقها، وعدم وجود خطط مستقبلية تراعي حجم التطور الذي تعيشه الدولة، والزيادة السكانية المضطردة التي نشهدها يوميا،...، وبالتالي فإن علاج كل هذه المشاكل قد يسبب بعض المتاعب والازعاج، تماما كما يحدث في حال وجود مرض جسدي لدى الانسان، فإن علاج ذلك يتطلب وقتا، وفي الوقت نفسه الصبر على الآلام التي قد تترتب على اجراء العملية الجراحية لعلاج ذلك المرض، أو استئصاله تماما. شوارعنا اليوم ينطبق عليها ذلك، فهي بحاجة الى عمليات جراحية وعاجلة، بهدف علاج المشاكل التي تعاني منها، واعتقد ان الهيئة العامة للاشغال هي اليوم تسعى نحو ذلك، عبر هذه المشاريع الجبارة، التي نجزم انها سوف تحدث نقلة نوعية في الخدمات والبنى التحتية حال الانتهاء منها، وحتى الوصول الى ذلك اليوم لابد من الصبر على العمليات «الجراحية» التي تقوم بها «الاشغال» حاليا للعديد من الشوارع والطرق الداخلية والخارجية، فلا يمكن ان ننام ونصحو في اليوم التالي لنشاهد ان كل الامور قد تمت تسويتها على اكمل وجه، وان هذه المشاريع العملاقة قد تم الانتهاء منها. هناك اختناقات مرورية سوف تشهدها الدوحة، خاصة مع بداية العام الدراسي، عودة الناس من الاجازات السنوية، وهو امر طبيعي جدا، وهنا اود الاشارة الى امرين، احدهما يتعلق بهيئة الاشغال، والثاني بالمواطنين والمقيمين، وجمهور السائقين. وسوف ابدأ بالامر الثاني، الذي باعتقادي اذا ما احسنا التعامل معه سوف تمر هذه الاغلاقات دون كثير من الازعاج، هذا الامر يتمثل بضرورة التعاون الايجابي من قبل السائقين ـ مواطنين ومقيمين ـ مع الجهات المختصة، سواء هيئة الاشغال او ادارة المرور، والسعي للالتزام بالنظم والقوانين المنظمة لعملية السير، وتقديم صورة حضارية في التعامل مع هذه الاحداث، وهذا الوضع الطارئ والمؤقت الذي تعيشه الدوحة، حتى تنتهي هذه الاعمال والمشاريع الخاصة بالطرق والشوارع، واكتمالها بصورة مرضية. فإذا أردنا شوارع تضاهي ما نشاهده في الدول المتقدمة لابد من الصبر قليلا على الاوضاع الحالية. اما الامر الاول والخاص بهيئة الاشغال، فهو ضرورة العمل على ايجاد الطرق البديلة، وانشاء شوارع ومخارج تخفف قدر الامكان من الاختناقات المرورية الناجمة عن هذه الاغلاقات، ونحن على ثقة بأن الاخوة المسؤولين بالاشغال يسعون جاهدين للانتهاء من هذه المشاريع في اقل مدة زمنية، وفي الوقت نفسه مع تجويد للعمل، عبر رقابة جادة على الشركات المنفذة لهذه المشاريع، والتي كنا في كثير من الأحيان نفتقد معها الرقابة الصارمة على الشركات المنفذة للمشاريع، مما ينتج عن ذلك أمور سلبية عديدة.