10 سبتمبر 2025
تسجيلالمصاب جلل، والفقد عظيم، ولماذا نقول هذا؟ لأن الراحل رحمه الله من جيل الطيبين بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ومساحات جميلة ولهم مكانة في القلوب. ومع كل هذا لا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون»، اللهم أجرنا في مصيبتنا. ففي مساء يوم الثلاثاء الثالث من شهر الله المحرم 1446 من الهجرة الموافق التاسع من يوليو 2024 من الميلاد، رحل الخال الوالد العزيز الحبيب إلى القلوب الدكتور علي بن محمد اليوسف (خال الوالدة) متعها الله بالصحة والعافية وطول عمر في طاعته، بعد مرض عاش معه فكان محتسباً صابراً على ما أصابه وكتبه الله عليه. ففي الحديث «من يُردِ اللهُ به خيراً يُصبْ منه». فسبحان من جمّل الخال الدكتور علي بالصبر والاحتساب على ما أصابه من مرض. والصبرُ مثـــــــــــــلُ اســــــــــــمه مرٌّ مذاقـــــــــــــه ولكـــــــــن عواقبــــــــــه أحلى من العســــــــلِ وكانت الصلاة عليه رحمه الله يوم الأربعاء بعد صلاة المغرب في جامع خادم الحرمين الشريفين بحي الإسكان (مدينة الخبر) وتم دفنه بمقبرة الثقبة رحمه الله رحمة واسعة. والدكتور علي اليوسف رحمه الله من مواليد ارميلة الوكرة 1360 من الهجرة 1941 من الميلاد، نشأ في بيت علم وصلاح وكرم وتواضع ومحبة للناس، وتعلّم القرآن على يد والده الشيخ محمد بن يوسف رحمهم الله في ذلك الوقت. وارتحل مع والده وإخوته عام 1366 من الهجرة 1946م من الوكرة إلى (مدينة الخبر)، وقد كان الخال علي رحمه الله باراً بوالديه، وملازماً لوالده عندما ضعف بصره وأصبح غير قادر على الإمامة وتحفيظ القرآن في جامع النجدي إلى أن توفاه الله سنة 1381 من الهجرة 1961م رحمه الله. فما أجمله من بر. والفقيد الغالي الدكتور علي رحمه الله أحب الطب ودراسته، فدرس طب الأسنان في شركة أرامكو عام 1375 من الهجرة 1966م في محافظة رأس تنورة عام 1382 من الهجرة 1962م، وفي نفس العام توجه إلى أمريكا ليكمل دراسة طب الأسنان، وتخرج في جامعة جورجيا بدرجة بكالوريوس «طب الأسنان «عام 1399 من الهجرة 1978م. وبعد عودته من الدراسة 1402 من الهجرة 1981م، قام شقيقه الخال عبدالواحد بن محمد اليوسف - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - بإنشاء مستوصف اليوسف في مدينة الخبر عام 1403 من الهجرة 1982م بتأسيس وإدارة كاملة من قبل الدكتور علي رحمه الله كطبيب عمل فيه، ومدير عام للمستوصف حتى عام 2022م. وقد تجلى دوره رحمه الله في عدة جوانب على مستوى الرعاية الصحية، وكان له نشاط خيري ملموس بدعمه للأنشطة الاجتماعية والخدمات الإنسانية، وله رحمه الله بصمات لا تنسى في العمل الإنساني من مساعدة المحتاجين وتسهيل شؤون المرضى، وتفقده لحالات المرضى حتى أيام تعبه رحمه الله. وصدق شوقي رحمه الله حين قال: دقـــــــــــــــــاتُ قلب المـــــــــــــــرء قائلة لـــــــــــــــــه إن الحيــــــــــــاةَ دقــــــــــائقٌ وثـــــواني فارفع لنفســـــــــك بعد موتك ذكرهــــــــــــــا فالذكــــــــــر للإنســـــــــانِ ُ عُمـــــــرٌ ثــــــاني «ومضة» رحل الخال الدكتور علي (أبو محمد) رحمه الله ويبقى أثر رحليه وتبقى مواقفه ومساحات عطائه ماثلة لمن عاشره وعاش معه والذكر الجميل.