16 سبتمبر 2025

تسجيل

ما مضى .. قد مضى..!!

16 يوليو 2016

من الصعب إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ومن الصعوبة بمكان حتى فرض ذوقك ورأيك على الآخرين، لأن لكل جيل أحلامه.. رؤاه.. تطلعاته.. أعود إلى الوراء سنوات وسنوات وأتذكر وأنا في هذا العمر أطوي صفحات الماضي.. كيف كنا نردد الأغاني ونحفظ الأشعار، كان جيلنا يعشق عبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزي وليلى مراد، وناظم الغزالي، وفيروز، وزهور حسين، ووديع الصافي، وعوض الدوخي وعشرات الأسماء. كنا نلتصق بالإذاعة ونحن نغرف من معين لا ينبض عبر أحاديث طه حسين وفكري أباظة، وأتذكر الثراء الحقيقي عبر برنامج الأستاذ حسن الكرمي "قول على قول" الآن. هل هناك عبر كل المحطات العربية برنامج يوازي مثلاً ما كان يتم تقديمه؟ نعم تغيرت الظروف، وأصبح إيقاع الحياة مغايراً للمألوف.. وإذا عاد مثلاً حسن الكرمي مرة أخرى، فهل سيكون هناك مستمع ينتظره؟ أشك. كثيرة هذه الأشياء التي مرت سريعاً، وغلف واقعنا أمر آخر. حتى في الإطار الآخر والأهم وأعني التليفزيون هل هناك عودة لمسلسلات تحترم فكر المتلقي سواء في إطار الدراما الكوميدية أو التاريخية أو العاطفية!! هل يمكن أن نجد أعمالاً مسرحية تعيش في الذاكرة حتى الآن، نعم شاهدنا عادل خيري وماري منيب عشرات المرات في رائعة الريحاني "إلا خمسة" ومع ذلك في كل مرة كأننا نشاهده للمرة الأولى. هل هناك فنان في حجم ياسر العظمة بمقدوره أن ينبش في ذاكرة الأمة عبر مراياه. ويلامس ذائقة المواطن العربي في كل مكان.. نعم العصر قد تغير.. والإيقاع السريع غلف كل شيء. حتى المستمع الآن ليس بمقدوره أن يستمع إلى أغنية مدتها ساعتان من عمر الزمن.الآن الطرب عبر المطرب صاحب الشعر الطويل والخصر النحيل.. لا هو يعرف ماذا يقول ولا نحن!! وحتى لا نظلم أحدا. هذا لا يعني أن كل الأمور سواء بسواء.. هناك علامات، وهناك في كل إطار يحترم عقلية المتلقي ولكن هذا أقل القليل، لأن السيطرة للغث على حساب السمين.. هل هذه سنة الحياة؟ أشك. فالحياة أجمل ما فيها أنها متعددة الأوجه. ولكن مع الأسف السيطرة الآن لوجه أحادي. وليس علينا سوى الصبر أو الصمت. وأن نردد ما كان قد مضى فقد مضى، وسلامتكم.