15 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأمور التي لا أنساها في المدينة تولي الخطابة في بعض جوامع المدينة فما زلت أذكر تلك الليلة التي كنت صحبة بعض المشايخ الأجلاء على مائدة عشاء ليلة الجمعة و كانوا يتحدثون عن أهمية هذه الليلة للخطيب و استعداده .... فجاشت مشاعري و قلت لهم والله ما من يوم يصبح علي و إلا و أصاب بالحزن و الضيق حتى تفرمني دموعي أحيانا لأنني قبل المدينة لم أترك خطبة في الغالب إلا لضرورة في قطر أو خارجها. وقد كان الكلام مؤثرا، فلم أكد اصل البيت حتى اتصل بي الشيخ عقاب بن محمد الحربي الذي عاجلني بالعرض الغريب الذي لم يكن في الحسبان!، حيث دعاني لتولي الخطابة غدا في جامعه الذي يخطب فيه المعروف بجامع الزاحم على طريق الحزام فشكرت فضيلته على دعوته و حسن ظنه بأخيه و حاولت الاعتذار لصعوبة الأحوال العامة في المنطقة، إلا أن إصرار الشيخ وطمأنته بقوله لي: لا عليك فأنت معروف عند كبار علماء المدينة و خاصة أئمة الحرم النبوي الشريف ...جعلني أقبل دعوته. وفي الصباح جهزت «مشلحا» و ذهبت للجامع قبيل الأذان الثاني و كان مزدحما بالمصلين ، وكنت قد طلبت من بعض مشايخي حضور الخطبة و التقييم كالشيخ الفقيه النحوي الدكتور عبدالعزيز علي الصومالي و الدكتور الأصولي الشيخ عبدالسلام الدويش الصاحب العزيز و الزميل الكبير الشيخ عمر السحيباني و الذي سيناقش قريبا في بحث الماجستير. وكنت أعددت خطبة عن تفسير سورة العصر، وهي في الغالب إذا دعيت إلى إلقاء كلمة أو خطبة ألقيها و ذلك لما أجده من فتح الله علي فيها، فدخلت المسجد و سلمت و قام المؤذن بالأذان و بعد إلقاء الخطبتين والصلاة أتاني الحضور للسلام وشكروني على الخطبة جزاهم الله خيرا. و كان من ضمن الحضور الشيخ الدكتور عبدالقادر منصور المعروف بأبي دجانة صاحب مكتبة العلوم و الحكم وزميل العلامة الشيخ عبدالرحيم الطحان في الدراسة وهو من أكرم من عرفت من أهل المدينة وصاحب مواقف لا أنساها و ألححت عليه في تناول الغداء في بيتنا فأجاب الدعوة وركبت معه في سيارته وذهب الشيخ عبدالعزيز رفع الله قدره لإحضار وجبة الغداء وكان يثني على الخطبة و الصلاة أيضا. وعند وصوله إلى حي «حينا» عادت به ذاكرته إلى بداية القرن الهجري حيث كان يتذكر أن هذا الحي كان عبارة عن مزارع وكان يأتي إلى بعض معارفه الذين يملكون هذه المزارع، و بعد تناولنا الغداء سويا شربنا الشاي الذي قمت بإعداده بنفسي فأعجبه ......، جزاه الله خيرآ.