18 سبتمبر 2025

تسجيل

الخليفة هارون الرشيد رحمه الله

16 يوليو 2015

جميل أن نقرأ ما قالوا وأن نتأمل ما سطرته أيديهم، تلك السلسلة الذهبية التي مبدؤها الصحابة الكرام ومنتهاها الأئمة الأعلام فرضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله أئمتنا وعلمائنا وقادتنا ودعاتنا وأهل الصلاح والإصلاح ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، قالوا وكتبوا لله، وأخلصوا العمل وصدقوا في التوجه، فبارك الله في أعمالهم وأقوالهم، وما زالت الأمة تتداول ما قالوا وما كتبوا، وتحب أن تقرأ لهم وتستقي من بحورهم الزاخرة، وعلومهم النافعة، التي اغترفوها من إمام الهدى عليه الصلاة والسلام، وهم ما عرفوا الشهرة ولا عرفتهم، ولسوف تبقى هذه النماذج حية بصفحاتها الناصعة لأهل الأرض على امتداد الأيام، قدوة للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملوا هذا الدين بقوة وإخلاص وبإيمان عميق، وفهم دقيق، وعمل متواصل لتبليغه للعالمين. فمن روائع الخليفة العالم والفارس المجاهد هارون الرشيد رحمه الله :-◄ « لا تَحْمِلُوا ألسنتَكم على وَحْشِيِّ الكلام، ولا تُعَوِّدُوها المستشنع ولا المتصنع؛ فان العادة ألزم من الطبع «.◄ « واعتمدوا سهولة الكلام من غير استكراه ولا مؤونة تَكلُّف «.◄ « سيِّدُ الكلام ما ارتفع عن طبقة العامة، وانخفض عن درجة المتشدقين، وخالف سُبُل المُغْرِقين «.◄ «فليكن كلامكم قَصْدًا، وألفاظكم عددًا؛ فإن الإكثار يمحق البيان، ومِن قِبَلِهِ تحدث الآفةُ على اللسان «.◄ « من شاور كثر صوابه «◄ « أمطري حيثما شئتِ فسوف يأتيني خراجك «.◄ « ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل «.◄ « أقرئه القرآن، وعرفه الأخبار، وروه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته «◄ « ولا تَمُرَّنَّ بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها، من غير أن تحزنه فتميت ذهنه «.◄ « ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه، وقوّمه ما استطعت بالقرب والملاينة؛ فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة «.◄ « من لجأ إلى الله نجا «◄ « لا يجاوزك بك العدل، ولا يقصر بك دون الإنصاف «.◄ « يا من لا يزول ملكك ارحم من زال ملكه «. تأمل...وأخيراً...»قال عنه ابن خلدون رحمه الله « كان يصحب العلماء والأولياء، ويحافظ على الصلوات والعبادات، ويصلي الصبح في وقته، ويغزو عاماً، ويحج عاماً «. وقال الإمام ابن كثير رحمه الله « كان من أحسن الناس سيرة وأكثرهم غزوا وحجا بنفسه « . وقال الإمام السيوطي « كان أمير الخلفاء وأجلّ ملوك الدنيا , وكان كثير الغزو والحج « . وقال « وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام ويبغض المراء في الدين والكلام في معارضة النص » .