18 سبتمبر 2025

تسجيل

التطاول على الرئيس.. قلة أدب

16 يوليو 2012

* يومياً تمتلئ الصحف بعشرات الأعمدة لكتاب كثر، في كل تخصص، لكن هناك دائماً (عمود) نبحث عنه ليحظى بقراءتنا المتأنية، متفاعلين مع رؤية الكاتب، وأفكاره، ومراميه، نجد في قراءته الفائدة والمتعة في آن، دائماً نبحث عن كاتب لمس فينا شيئا بل أشياء وهو منهم، اسمه علم في عالم الصحافة العربية (سلامة أحمد سلامة) الذي لا يمكن أن تمسك بالأهرام دون أن تبحث عن مساحة بوحه، ووجعه ليكون أول ما تقرأ بعد أن وجدت نفسك مرتبطا ارتباطا روحيا وثيقا ربما لأنه يلمسك كإنسان، يعبر عنك، يكتبك، يهتم بعقلك، وضع في بؤبؤ عينه شجون الوطن وأوجاعه، فقدت مصر رمزاً من رموز القدوة في عالم الصحافة، قامة وقيمة، عرفناه رجلاً وطنياً شريفاً، عازفاً عن مغازلة السلطة، وما كان يوماً لاهثاً خلف منصب أو حظوة، لم تستهوه الدفوف فلم يضربها لأحد، ولم تستهوه المباخر فلم يحملها لأحد، فقدت مصر رجلاً لم يتاجر، لم يناور، ولم ينافق، ولم يسخر (عموده) لحاكم، أو فئة، أو مجموعة، أو حزب، فقدت مصر منارة من منارات الصحافة، وفارساً من فرسان القلم، فقدت مصر كاتباً شريفاً، وفقد القارئ العربي كاتبا بديعا كان لا يملك إلا أن يصدقه، رحم الله (سلامة أحمد سلامة) الذي لم يسئ لتاريخه النظيف، بموقف، ولا بكلمة. * * * * ربما يشيع رحيل (سلامة أحمد سلامة) الرجل الدمث، الخلوق، عفيف القلم كإعلامي محترم شجون النفس ونحن نرى كل يوم، ونسمع، ونشاهد مشهداً مغايراً لما كنا نتمنى من دكاكين الإعلام الملوث، فعلى النقيض من الإعلاميين المحترمين ظهر بفجاجة إعلاميون ناجحون بامتياز في كل فنون التطبيل، والتزمير، والتبخير لعهد سحقته الإرادة الشعبية، لاحظنا شراستهم في الدفاع عن أماكنهم ومصالحهم، ومصالح ذويهم، كانت تجمعهم بقوة حلقة المصالح والمنافع التي كانوا يجنون خيراتها من (تكية) مصر التي كان يحكمها (المخلوع وأنجاله) يلقبون بفلول العهد السابق الذين كانوا ينحنون ليقبلوا دون خجل الأيادي، ويقبلون أدواراً مهينة فقط للتشبث بأماكنهم، يعرفون أنفسهم جيداً ونعرفهم مهما تخفوا بجلود الحيات، أصابنا القرف، والغثيان من المتلونين، ومن أقلام مسمومة آخر ما تفكر به مصلحة مصر التي قتلوها ألف مرة بدم بارد دون ذرة ضمير، في المشهد الآن صورة مقززة لإعلاميين يشنون حملة شعواء على رئيس مصر المنتخب خدمة لمصالح رجال الأعمال المالكين للصحف، والقنوات المنتسبة (للفلول) أو لخدمة توجهات أيديولوجية معنية، في المشهد المحزن أيضا إعلاميون كنا نحترمهم فإذا بهم يغيرون جلودهم نظير ما يدخل جيوبهم فيضربون قلب مصر الموجوع ببرامجهم، المريضة، وكتاباتهم المشبوهة، وحواراتهم التي تؤجج الفتن وتشعل الحرائق، بدعوى إلقاء الضوء على الحقيقة بينما المقصود بث الرعب في ربوع مصر، وتغذية القلاقل، وتضخيم الأحداث، وابتكار (الولايع) لتشويه رئيس مصر وإظهاره بالمقصر عن توفير الأمن والأمان بل والضروري من الاحتياجات والمطالب ولم تمض أيام على منصبه ناسين أن المخلوع كمَّمَ أفواههم، واستعبد أقلامهم، وما كانوا يجرؤون أن ينبسوا ببنت شفة أيام قهره، ولا أن يستضيفوا أشكالاً غريبة لتتقيأ حقدا، وزوراً، دون أدنى رعاية لمصالح الوطن العليا، بئس الوجوه التي نرى، وبئس الأقلام التي تكتب، وبئس المحاورون أصحاب النار والبنزين، المشهد غريب، هابط، مسف يدعو إلى الحزن والألم على إعلام يتاجر بأرخص ما تتاجر به راقصة. * * * * ثوار التحرير يسألون (إزاي مرسي يوفر عيش.. والميزانية في جيب الجيش) سؤال حيوي، ومهم، ومشروع، إذ كيف يفي الرئيس الجديد بوعوده ومحرك كل ذلك في قبضة العسكري؟ ماذا يفعل نسر مكبل؟ هل يقتصر دور د. مرسي رئيس مصر على استقبال الوفود، ووداعهم، وحضور حفلات التخرج، وما شابه من قشور، والتقاط الصور التذكارية في المناسبات مع الزائرين، وإرسال التهاني والتبريكات في الأعياد للرؤساء العرب؟ هل السيد الرئيس صورة؟ هل تحتاج مصر لصورة رئيس؟ يا ريت يجاوبنا المجلس العسكري! * * * * بعض الإعلاميين (سُبة) في جبين الإعلام، يجب التطهير. * نتساءل بعد كل ما نرى من مهازل هل هناك خطة لإقصاء رئيس مصر بدعوى تقصيره بعد كل ما نرى من سيناريوهات مفضوحة؟ * مطلوب دون مواربة إغلاق قناة (المواعين) وتقديم صاحبها للمحاكمة بتهم كثيرة اسمها السب والقذف، وإشعال الفتن؛ مطلوب محاكمة المدعو توفيق عكاشة الله لا يوفقه. * استغل البعض حسن خلق رئيس الجمهورية، وسعة صدره، وأدبه في التطاول عليه، نقول للسادة الإعلاميين، وغيرهم التطاول على رئيس الجمهورية قلة أدب. * رغم كل قلة الأدب ترفع الرجل المحترم عن الرد بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة كما كان يفعل المخلوع الذي قال له رجل يوما اتق الله فحبسه 15 عاماً!!. * لكل الذين نسوا مصر وتفرغوا لحرقها، وإفزاعها، وقتل الأمن فيها، وتقليب الناس على بعضهم البعض، وجمع الحطب للتوليع إياكم أن تحسبوا أنكم بمأمن من العقاب، دوركم جاي. * رغم ما على أرض الوطن من غوغاء هناك مخلصون، وبقدر ما يحفل المشهد بالمتربصين هناك المحبون، وبقدر ما يوجد مثبطون هناك أوفياء كل غايتهم إنكار الذات من أجل البناء، حفظ الله مصر.