14 سبتمبر 2025

تسجيل

دولنا العربية والتجارب الإيجابية

16 يوليو 2007

تجربة (النمور الآسيوية) الاقتصادية والتنموية يجب على الدول العربية الاقتداء بها، وان كان الحديث عن هذا الأمر قد يكون نوعا من (الترف)، كون الدول العربية نادرا ما تستفيد من التجارب الناجحة للدول الاخرى.أقول ذلك ونحن نتابع بطولة الأ· الآسيوية، التي ظهرت بها الفرق الآسيوية، التي كان يظن أنها ستكون (ممرا) سهلاً للمنتخبات الخليجية تحديداً، وصيدا سهلا لجمع النقاط، ولكن اذا بهذه المنتخبات الخليجية تصطدم بفرق (موت)، و(سدود) مانعة وغير طبيعية، وربما فرق فيتنام وتايلاند واندونيسيا خير مثال على ذلك.من كان يعتقد أن منتخبات الدول الثلاث السالف ذكرها ستقدم مستويات فنية متطورة الى الحد الذي يحرج منتخبات لديها من الامكانات ما يفوق مرات عدة تلك المنتخبات؟ الى وقت قريب كانت المنتخبات الخليجية والعربية عموما (تتلاعب) بالمنتخبات الآسيوية في شرق القارة، بل حتى المنتخب الياباني الى نهاية الثمانينيات كان يمثل (لقمة) سائغة أمام منتخباتنا الوطنية، ولكن اذا به بعد سنوات قلائل يتحول الى (وحش كاسر)، وفريق (مرعب)، واليوم تتبعه منتخبات آسيوية اخرى هي اقل بكثير منه، وتسير على طريقه ونهجه في التطور، كما هو الحال بالنسبة لفيتنام وتايلاند واندونيسيا، ولن نستغرب اذا ما تبعتها منتخبات آسيوية اخرى في شرق آسيا، لتكون في مقدمة المنتخبات، والصفوف الأولى تطورا.هذه القفزات النوعية التي تحققها الدول الآسيوية غير العربية في جميع المجالات، ألا تستوقف دولنا العربية لتتأمل مسيرة تلك الدول، وتأخذ منها العبر والدروس لتعيد صياغة نهضتها بما يتناسب وقيمها ومبادئها وعاداتها؟ هناك تجارب ايجابية خاضتها دول شرق آسيا في مجال التنمية، واستطاعت ان تحقق تقدما مشهودا، وباتت اليوم يشار إليها بالبنان، هذه التجارب الإيجابية لا تنظر اليها كثير من دولنا العربية، ولا تعيرها اي اهتمام، وفي الوقت الذي تحقق هذه (النمور) الآسيوية قفزات نوعية في التطور والنماء، نرى (تقهقرا) في عالمنا العربي، على الرغم من ان الامكانات المتوافرة لدى كثير من هذه الدول العربية تضاهي مرات عدة تلك الدول، كما ان الكثافة السكانية يفترض انها تمثل عاملا ايجابياً في التنمية، ولكن دولنا العربية لا تستثمر ذلك، بل تعده من اسباب التأخر والتخلف! ! حققت الدول الآسيوية - غير العربية - نمواً في جميع المجالات، وبنت اقتصادا قويا، وشرعت في دخول سباق أندية الدول المتقدمة، وكونت لها نموذجا بات يضرب به المثل في التقدم والتطور، فمتى تستفيد دولنا العربية من التجارب الايجابية للدول الاخرى؟