12 سبتمبر 2025
تسجيلفي طفولتنا كنا نهتم بأمر المراسلة مع شباب عبر خريطة الوطن العربي وكانت هناك مجلات تقدم باباً للتعارف.. ولقد كسبنا العديد من الاصدقاء عبر منظومة دول مجلس التعاون. ترافق مع هواية أخرى ارتبطت بوشائج مع المراسلة وأعنى جمع الطوابع.. ولكن هذه الهوية التي جمعت بين شباب العالم بأسرها. فقدت الكثير والكثير من عشاقها. ولذا فإن المراسلة الان عبر الوسيط الاشهر الهاتف النقال.. ولم تعد صوت رجاء عبده تشكل جسراً بين بنى البشر.. وان كان الصديق عبد السلام جادالله. يحاول قدر المستطاع أن يعيد إلى الذاكرة ما كان من كلمات أبو السعود الأبياري والحان الموسيقار عبد الوهاب.. من يلتفت الان إلى رجاء عبده وهي تترنم: البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي؟ أو تؤكد على ذلك بقولها " ابعت لي جواب " حتى صباح فخري عبر رائعته في القدود الحلبية يكرر " ابعث لي جواب " ولم يسأل كائن من كان مع من؟ تعددت معاناة البوسطجي في تلك الفترة. مع عشاق الغناء. وعاشت بعض الأغاني في الذاكرة ولكن دوام الحال من المحال فالمطربة القديمة "نرجس شوقي" ترنمت من ألحان رضا علي الملحن والمطرب العراقي بأغنيه حول ذات المضمون وتحمل اسم "يا بوسطجي" وهناك مطربة لبنانية غنت ايضا "يا بوسطجي" لا أدرى هل هي "طروب" وعذراً لأن الذاكرة ونحن نمر بهذا العمر قد غلف بالنسيان.. ولكن في أجمل الأغاني حول ذات المضمون ما ترنم به "بو أصيل أبو بكر سالم بلفقيه - من ابداعات المحضار.عندما ترنم بأغنيه - ص.ب - ما هو مكلف بالجواب" نعم. ص.ب. اي صندوق البريد ما هو مكلف بالجواب.. فقط مجرد واسطة لاستقبال الرسائل.. وهكذا عشنا زمناً جميلاً. نتبادل الرسائل ونبحث عن المفردة الجميلة.. نفتش في العبرات والنظرات وتحت ظلال الزيزفون ما يجعلنا نقارن "مصطفى لطفي المنفلوطي " ولكن لأن للدهر تقلباته. فقد فَقد هذا الجيل جل اهتمامه. لم يعد يسمع إلى رجاء عبده وهي تصرخ وتناشد "ابعت لي جواب" ولا لاسترحام صباح فخري وهو يكرر "ابعت لي جواب" ذلك الوسيط الاشهر فيما مضى قد أصبح جزءاً من الماضي.. الآن الأجهزة تقوم بكل شيء مجرد لمسة. كتابة وصوتاً تصل إلى الآخر. وكما فقد الجيل تواصله مع الذاكرة فقد تواصله مع الرسالة!! [email protected]