20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهر رمضان المبارك هو أفضل الشهور ، كما عَبَّرَ عن ذلك النبي ( صلى الله عليه و آله وسلم) بقوله : " شهر هو عند الله أفضل الشهور ، و أيامه أفضل الأيام ، و لياليه أفضل الليالي ، و ساعاته أفضل الساعات " .نقف عند حقيقة فلسفة الصوم، وبعض الحكم الظاهرة المقصودة من هذه العبادة الجليلة التي يمكن تلخيصها ببعض العبارات المختصرة التي تفي بالغرض، إذ أن الصوم يرفع مستوى السمو الروحاني لدى الفرد المسلم ، ومغادرة المربع الحيواني بشيء من التوازن المدروس القائم على حسن التعامل مع مقومات الجسد وممارسة الحياة،كما أن الصوم يجذب الإنسان نحو الأفكار والمعاني والابتعاد بالعقل والذهن عن الانشغال الطويل بأمور الأكل والشرب ومفارقة الشهوات، لتحصيل بعض التفرغ لأمور التفكر وصفاء العقل والذهن، وحسن التوجه نحو الخالق.الصوم يعلم الناس أنهم لا يموتون على أنصاف بطونهم ويعلمهم إمكانية تقليل الإنفاق على أمور الأكل والشرب، وتعويد النفس والعائلة على بعض مظاهر التقشف ومحاولة التعايش مع الجوع وضبط النفس التواقة للشهوة ، التي يزداد نهمها لمختلف صنوف الأطعمة والأشربة كلما زاد الاستغراق في تحصيلها، حيث يتبين للناس بشكل عملي أنهم قادرون على تقليل الإنفاق وترشيد أمور الصرف المالي ، وهذا ممكن بطريقة عملية جماعية شاملة.والصوم يجعل الناس يشعرون بمعاناة المشردين واللاجئين الذين يعيشون ظروفاً صعبة،من حيث إدخالهم دورة تدريبية عملية على كل هذه المعاني بطريقة تعبدية ونفوس رضية، تبغي الأجر ونيل رضا الخالق.والأمر الآخر والأكثر أهمية يتعلق بمسألة الأخلاق والتعامل والممارسة العملية التي يجب أن نرتفع بها إلى أخلاق رمضان التي تتمثل في الصبر والحكمة والتسامح والعفو، والبعد عن رذائل اللسان، لأن الخوف كل الخوف أن الناس يزداد لديهم منسوب الغضب، وتزداد سمة العدوانية لديهم التي تتضح في قيادة السيارات، وفي التنافس على المحلات وعمليات البيع والشراء . أما إذا كان الأمر معكوساً، بحيث أن نفقة العائلة تتضاعف في شهر رمضان، ويزداد الإقبال على شراء اللحوم والدجاج والأرز والزيوت وغير ذلك، ويزداد على العصائر والحلويات، ويزداد الإقبال على الأسواق والمطاعم وما يسمى بالخيم الرمضانية ،بحيث يصبح مصروف رمضان عبئاً إضافياً على موازنة العائلة ، فهذا أمر مخالف لحقيقة وحكمة الصوم، ومخالف لفلسفته ،ومخالف للغاية التي أرادها سبحانه وتعالى، ولذلك يتوجب على الوعاظ والمرشدين وأهل العلم، وأصحاب الرأي، وعلى كل ربات البيوت وأولي الأمر والمعلمين والأساتذة أن يشرعوا بشرح مفهوم الصوم، والوقوف على غاياته الحقيقية، حتى لا يتحوّل رمضان إلى شهر المآدب، وشهر الطعام والشراب، والسهر على الأفلام والمسلسلات التي يتم انتاجها خصيصاً لإلهاء الصائمين عن التفرّغ للعبادة في هذا الشهر الفضيل .والصوم في شهر رمضان ،لا يعني تعطيل الأعمال على صعيد الورش والمعامل والمصانع والإنتاج ، والبناء وطريقة عمل المؤسسات،وتحصيل العلم والتجارة أو تأجيل بعضالأعمال ، وكثيراً ما تتردد عبارة ضرورة الإسراع في إنجاز بعض الأعمال قبل مجيء شهر رمضان، بحيث أصبح هناك شعور طاغٍ بأن الأعمال سوف تتعطل في شهر الصيام، أو سوف تنخفض معدلات الإنجاز والإنتاج وساعات العمل.وفي هذا السياق ،لا بد من معالجة هذه الثقافة المغلوطة عن الصوم التي بدأت تترسخ لدى المجتمعات الإسلامية ، وتتوارث هذه المفردات الجديدة ، وكأنها قدر محتوم، والتكيف مع معطياتها بطريقة الإذعان الذي يخلو من فهم الصيام ومقاصده الحقيقية، ويخلو من الوقوف الحقيقي بشكل جمعي على فهم الغايات الربانية من شرعة الصيام...يتبع.