17 سبتمبر 2025

تسجيل

أهمية المتلقي

16 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لأهمية المتلقي، سواء كان مشاهداً أو مستمعاً، نجد هذه الأيام، ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، سباقاً محموما من قبل العديد من أجهزة الإعلام، سواء كانت إذاعة أو تلفزيون، كلها تسعى لكسب وده، ما يعكس أهمية هذا المتلقي ومحوريته في العملية الإعلامية بمختلف عناصرها.ولما كان المتلقي أمام فضاء إعلامي واسع، يتجاوز الشاشة المرئية، أو الميكروفون، إلى طيف تقني متعدد عبر شبكة "الإنترنت"، فإن هذا كله يفرض على الإذاعات والتلفزيونات أن يكون هدفها هو التميز فيما تقدمه من محتوى لهذا المتلقي، بما يليق به، بعدما أصبح من الذكاء بمكان، يتمتع بمقدرة فائقة في التمييز بين الغث والسمين، والصالح من الطالح.وما دام الأمر كذلك، فإنه من أجل هذا المتلقي يصبح لزاماً على مختلف الوسائط الإعلامية أن يكون تنافسها عليه شريفاً، فتتجنب خداعه، بتقديم المنتج الإعلامي الهادف له، الذي يبني ولا يهدم، والذي يجمع ولا يفرق، والذي يجعله عنصراً فاعلا في المجتمع. عندها يكون هذا المتلقي هو بالفعل هدفاً لها، وليس سلعةً تباع أو تشترى.ووقت أن يفهم الإعلام المتلقي على هذه الناحية، فإنه يكون بذلك قد وضع توجهاته وأهدافه بالطريق الصحيح، وأن بوصلته لن تضل، بعدما أصبح الفارق بين كل فضائية وأخرى، ضغطة عبر أجهزة التحكم الإلكتروني، فيمكن أن ترفع من شأنها، أو تحط من قدرها.من هنا، فإنه إذا راهنت الوسائط الإعلامية المختلفة على عقلية المتلقي، وأنه يملك آلية الفرز بين الجيد والرديء لأمكنها أن تحبك له ما تقدمه من محتوى إعلامي يحترم عقله بالضرورة، ومعه احترام الهدف الذي انطلقت من أجله، وهو تبصير الناس، بدلاً من هدم ثوابتهم وتقاليدهم، وربما دينهم وأفكارهم في أحيان أخرى.إن المتلقي ليس هو الأداة الذي يمارس على مائدته تسطيحاً لعقله، أو تغييباً لأفكاره، أو تشويهاً ومساساً بتقاليده وهويته، بل هو ذلك المتلقي الذي أصبح مقياساً لدرجة نجاح أي عملية إعلامية من عدمه.ولذلك، فإن المتلقي هو وحده الذي يملك الحكم على أجهزة ووسائل الإعلام إذا كانت تقدمه جيداً أم رديئاً، الأمر الذي ينبغي أن تحذر منه أجهزة ووسائل الإعلام، وهي تتسابق عليه اليوم، ليمنحها عينيه أو أذنيه، أو ربما كل كيانه عندما يجلس محدقاً أمام "الإنترنت"، إذ لا يصح إلا الصحيح، مهما طال الوقت أو قصر.