29 أكتوبر 2025
تسجيلمازال الإعلام العربي في تراجع تام إلا مَن رحم ربي، من بعض القنوات الهادفة وما أقلها، أما البقية فقد تراجعت حتى نست كيف هي الخطوة للأمام. لقد أصاب المشاهد العربي الملل من تكرار القصص والحكايات والبرامج المكررة والمنسوخة من بعضها البعض، يؤسفني أن أرى معظم الاهتمام منصبا على برامج الطرب وسباقات الأغاني والأصوات وكأننا بحاجة إلى أصوات في زمن تعاني فيه الساحة الفنية من فوضى الأصوات، فالغناء والرقص في الإعلام العربي هما ما يصنعان النجوم، لذلك تصرف المليارات على هذه البرامج، في حين تظهر برامج الشعر والأدب والثقافة على استحياء. الثقافة في الإعلام العربي أصبحت قليلة، بل تكاد معدومة، والآخرون يستكشفون في عالم الفضاء ويهبطون القمر ونحن نقدم مسابقات عن الطرب الهزيل ومسابقات لا نعرف منها هدفا.باختصار مشكلتنا تكمن في عدم حبنا للقراءة، فلو خصص كل شخص ساعة واحدة من يومه للقراءة لوجدنا الجديد والمفيد، لأن القراءة وحدها هي التي تلهمنا الأفكار وتساعد على التجديد والابتكار والإبداع.لو أصبحَ كل شخص يخصص من وقته حتى نصف ساعة على الأقل يقرأ فيها ما يشاء من الكتب لأصبح المجتمع العربي أفضل من المجتمع الغربي بكثير، لكن للأسف، الثقافة ما عادت كما كانت. تقول الإحصاءات إن أكثر البحوثات التي يجريها العالم العربي، نسبة كبيرة جدا من البحوثات عن مواد جنسية ونسبة متوسطة في الرياضة ونسبة قليلة بحوثات عشوائية. السبب في نهضة المجتمع الغربي هو القراءة وأنهم يشغلون تفكيرهم، يعشقون التجارب والهمة والعزيمة ولا يعرفون شيئا اسمه الـفشل. قال المخترع الأمريكي توماس أديسون: أنا لم أفشل، وجدت 10.000 طريقه لا يمكن للمصباح العمل بها. وقال أيضا إن أشقى لحظات حياتي وأضيعها هي التي لا أجهد فيها عقلي بالتفكير. ونحن لا نحب التفكير ولا نكلف أنفسنا عناء القراءة والبحث، فيكف نتغير وكيف نعود لزمن الإعلام الجميل.