14 سبتمبر 2025

تسجيل

بعد الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التركية ((1))

16 مايو 2023

حصل الرئيس أردوغان على 49.5 % من الأصوات فيما حصل كمال كليجدار أوغلو على 44.9 % من الأصوات، وقد كان لوجود مرشح ثالث هو سنان أوغان ذي الخلفية القومية وحصوله على 5 % دور في تأجيل المنافسة إلى جولة ثانية في يوم 28 مايو 2023، ليستمر التوتر لدى الكثير من المتابعين لأسبوعين آخرين. بداية تأكد ما كنا نقوله إن أغلبية شركات استطلاع الرأي لم تعبر عن نبض الشارع الحقيقي وكانت تعطي نتائج موجهة للناخب وليست معبرة عن توجهه وبالتالي من بين عشرات شركات الاستطلاع كان هناك شركة أو شركتان نجحتا في توقع قريب من النتيجة التي خرجت وهي شركة أوبتيمار وسونار. مرة أخرى كانت نسبة المشاركة في الانتخابات نسبة كبيرة لتصل إلى 88 % وهي نسبة عالية أعلى من نسب المشاركة في أوروبا وتدل على إدراك الناخب التركي لأهمية صوته. حصل أردوغان على هذه النسبة بفارق 4.5 % عن أقرب منافسيه بالرغم من كل الجهود التي بذلت لتجميع المعارضة ضده والدعم المعلن وغير المعلن للمعارضة التركية وبالرغم من كل التحديات التي واجهتها تركيا، وبالرغم من عملية التحريض التي استخدمت ضده داخليا وخارجيا. واستطاع الخروج أولا وهذا بحد ذاته نجاح كبير وهو رقم يجعله متقدما في الجولة الثانية. تدخل نتيجة الانتخابات البرلمانية كمحدد مهم في تحديد نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات حيث حصل تحالف الجمهور على 49.5 % وهو ما يعطيه أغلبية البرلمان وبالتالي يقضي على فكرة تحويل النظام في تركيا من رئاسي إلى برلماني ولهذا على الأغلب سيتجه الناخب نحو الاستقرار بين البرلمان والرئاسة ويمضي باتجاه انتخاب أردوغان وسيكون الناخب الذي منّى النفس بتغيير النظام محبطا ولا يجد محفزا قويا للذهاب للجولة الثانية وهو ما ستعمل المعارضة على تحفيز ناخبيها للذهاب لأن التحدي هو إقناع الناخب بالذهاب لها مرة أخرى. قالت المدن الثلاث الكبرى في إسطنبول وهي التي واجهت الصعوبات الاقتصادية بشكل أكبر بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار وإيجارات المنازل والاستياء من اللاجئين، كلمتها ولم تعط الأفضلية للرئيس أردوغان فيما قالت مدن الأناضول والبحر الأسود كلمتها لصالح الرئيس أردوغان وساهمت في بقائه في المقدمة وعليه من المتوقع أن يزداد اهتمام الرئيس أردوغان بإسطنبول مرة أخرى تحديدا لدورها الأساسي في تحديد الفائز. وعلى الأغلب سيتم توظيف ذكرى فتح إسطنبول في 29 مايو والتي تتوافق مع صبيحة انتخابات الجولة الثانية. لعل من أبرز النتائج التي لا يمكن المرور عنها هو أن الأحزاب المحافظة التي انضمت للمعارضة مثل حزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو وحزب السعادة وحزب التقدم بقيادة علي باباجان كانت عبئا على حزب الشعب الجمهوري ولم تقدم له فائدة تذكر، وأظهرت أن حزب الشعب الجمهوري كان خاسرا بإعطائها أكثر من 30 مقعدا في البرلمان على قوائمه فيما لم ينعكس ذلك على تأييد حزب الشعب الجمهوري. وعلى العكس من ذلك كان لصوت الناخب الكردي المؤيد لحزب الشعوب الديمقراطية دور في ارتفاع نسبة كليجدار أوغلو. ختاما تبدو فرص أردوغان بالفوز في الجولة الثانية أكبر من فرص كليجدار أوغلو لعدة أسباب منها للفارق في الأصوات في الجولة الأولى وكون كتلة المرشح الثالث أقرب لانتخاب أردوغان من كليجدار أوغلو إضافة للخلافات والإحباطات التي برزت داخل معسكر المعارضة بعد الجولة الأولى. مع التأكيد على ضرورة متابعة كل الديناميكيات خلال الأسبوعين القادمين لأن هناك مفاعيل متناقضة تؤثر على سلوك الناخب التركي.