11 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين تحميك منّا الصدور.. فإمّا الحياة وإمّا الرّدى (1)

16 مايو 2022

(1) رحلت شيرين أبو عاقلة “1971 - 2022“، وهي تؤدّي رسالتها بكل مهنية ووفاء، ماتت وهي تلثم ترابها، غادرت الدنيا إلى الحياة الأبديّة، تركت من ورائها حب الناس، نعتها مساجد وكنائس فلسطين، غابت وهي مؤمنة بالقدر المحتوم فالموت حق، ولكن المؤلم في مشهد الرحيل، أن الذي قتلها مجرد جندي جبان لا رحمة في قلبه، أراد وأد نشر الحقيقة على الملأ، لكي لا تنكشف جرائم أعداء حريّة الكلمة، ولكي لا يعلم العالم بالأخلاق الهمجية للصهاينة ومخططاتهم الإرهابية القذرة على مدى التاريخ، من نقض للعهود وللوعود، وهذه هي حقيقتهم التي لا غبار عليها، فقد قتلوا الأنبياء من قبل، فما بالكم بقتل أبناء فلسطين الشرفاء الذين يدافعون عن حقهم المسلوب. (2) شيرين أبو عاقلة، لم تزيف الحقائق في تقاريرها وأخبارها وحواراتها الجريئة، التي بثتها عبر الجزيرة الإخبارية لسنوات طويلة، بل كانت تؤمن بأن الأمانة هي ديدنها، بكل مصداقيّة وحياديّة وموضوعيّة، وهذه الخصال والصفات، كانت تنشدها على الدوام، نعم.. كانت ترى في مهنيتها أن بث الحدث من “الميدان“ يجب أن يكون دون خوف من المحتل المجرم، وهذا ما جعل قدرها ومكانتها تزداد وتكبر أكثر فأكثر في قلوب كل من أحبها وشاهدها على مدى ربع قرن، وهي تنقل الخبر بالصورة والكلمة الناطقة. (3) شيرين أبو عاقلة ضحيّة جريمة من جرائم المحتل البشعة، الذي قتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، وتمادى في مواصلة جرائمه الفظيعة ليقتل أيقونة الصحافة الحرة والصوت الحر، التي لم تتنازل فيه عن رسالتها قط فقد كانت تؤمن بأن رسالتها يجب ألا تتوقف، وتستمر حتى آخر رمق، وهذا ما حدث لها في نهايتها المأساوية والمروّعة. (4) شيرين أبو عاقلة وحّدت جنازتها كل الفلسطينيين بكافة أطيافهم وطوائفهم من مسلمين ومسيحيين، حين حاول فيها الصهاينة إسقاط العلم الفلسطيني، ولكن الذي سقط هو العلم الإسرائيلي الذي سيختفى عن الأنظار بزوال الدولة المزعومة والوهمية قريباً، كما أن الحضور الكثيف لأبناء الشعب الفلسطيني شكّل مفصلاً تاريخياً وقت مواراة الثرى ليسمع صوت المظلوم حين توحدت كلمة أصحاب الأرض، بل وحدت شعوب العالم بأكمله، وهذه بمثابة صفعة لن تنسى في وجه المحتل. (5) شيرين أبو عاقلة قتلت بدم بارد، وهي مجزرة بحق، ارتكبت بقرار رسمي من قبل الجيش المحتل، كما فعلت في السابق ضد الصحفيين والأسماء كثيرة، ورغم ذلك فإن الاغتيال لن يغتال الحقيقة، بل سيروي زيتونها. ‏[email protected]