17 سبتمبر 2025

تسجيل

الدراما الرمضانيّة 2019 مملّة وتفتقر للجاذبية

16 مايو 2019

لم يعد المشاهد العربي بشكل عام يهتم بما يقدم له من أعمال درامية في شهر رمضان المبارك لأسباب قد تكون معروفة للجميع .. ولعل من أبرز أسباب نفور المتلقي عن متابعة هذه الأعمال أنها غدت مملة ولا تناقش همومه وقضاياه التي يبحث عن وجودها من بين هذه الدراما التجارية . ◄ نصوص متهالكة ففي السابق كانت هذه الدراما بمثابة المتنفس الوحيد لمناقشة هموم المواطن .. بينما غدت اليوم بعض العوامل حجر عثرة أمام تطوير وتحسين أدائها نحو الأفضل .. فقد طغى الجانب التجاري عليها .. هذا أولا .. وثانيا فإن عدم وجود النصوص الجادة والأصيلة التي تخدم العمل تكاد تكون غائبة في هذه الأيام لأمور تتعلق بأصحاب الكتابة الذين اختفى الكثير منهم خلال السنوات القليلة الماضية .. فتركوا المجال بأن يقتحم مجالهم من هب ودب من « تجار الشنطة « الذين لا ناقة لهم في سوق الدراما ولا جمل .. فأصبح الكل يريد ان يتكسب من وراء هذه الاعمال الهزيلة في ظل غياب القانون الذي لم يعد بعمل به في هذا الوقت .. وهو ما اتاح لمن يريد الارتزاق ودخول هذا السوق على حساب العمل الجاد! . * قال لي صديق : أنا لست من المتابعين لدراما 2019 ولم أعد ممن يهتم بمثل هذه الاعمال السخيفة التي اصبحت مكررة وتقوم على التمطيط في ساعاتها لكي تكمل الحلقات الرمضانية على مدى شهر بأكمله .. هذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى فإنها صورة للأعمال التجارية البحتة التي تهدف إلى تضييع وقت المشاهد معها دون أي فائدة تذكر مع كل أسف ؟! . ◄ المحزن في الأمر أن الكثير يحمل مسؤولية ضعف اداء الدراما الرمضانية التي يصوم اصحابها (11) شهرا للممثلين والممثلات .. وهذا خطأ .. والحقيقة ان الذي يتحمل المسؤولية قبل كل شيء هو كاتب النص والسيناريو .. حيث تكون نصوصهم هزيلة ولا تخدم المتلقي العربي بجانب عامل آخر يتعلق في عدم استشارة اصحاب الاختصاص في اي عمل يقدم على الشاشة .. ولهذا فإن مراقبة النصوص واختيار الأفضل من بينها عملية مهمة قبل العرض . ◄ أين المسلسلات التاريخية ؟ ولعل من أهم الاسئلة المطروحة في دراما رمضان 2019 هو : لماذا غابت الدراما التاريخية ؟ .. خاصة ان العقود الماضية قد اثبتت بأنها هي الاكثر مشاهدة ومتابعة من قبل الملقي العربي .. لكونها تعالج فترة مهمة من تاريخنا القديم الذي نحتاج لمعرفة الكثير من خباياه في وقت نحتاج فيه الى اخذ العبر والدروس منها في قوالب درامية هادفة ومؤثرة في النفوس . كلمة اخيرة دراما 2019 ما زالت تعيش في " موت سريري " .. إذ تعيش فترة من الضياع وغياب المهنية .. ومتى كان عمل الدراما لا يلبي حاجات المجتمع ولا ينزل الى مستواه او التعاطف معه فإن الثقة تكون هنا منعدمة .. إننا نعيش فترة من فترات الضعف التي تتطلب وجود صحوة لإنقاذ الموقف والتجديد في هذا الميدان بعيدا عن المجاملات التي قتلت الدراما الرمضانية وجعلتها تعيش اليوم أسوأ عصورها !! . [email protected]