14 سبتمبر 2025

تسجيل

فنان لكل العصور

16 مايو 2015

أهدتني الاستاذة، الباحثة والناقدة البحرينية زهراء المنصور نسخة من كتاب الفنان القدير محمد عواد والمعنون باسم فنان كل العصور، من تأليف الدكتور الصديق محمد حميد السلمان والكتاب سفر طويل لرحلة طويلة قام بها قامة مسرحية بحرينية، خليجية، عربية غني عن التعريف، وجهد الدكتور الباحث السلمان واضح وجلي وهو ينقب عبر أكثر من نصف قرن عن سيرة فنان اعطى للمسرح أجمل سنوات عمره ممثلا، كاتباً، مخرجاً، ومربياً للأجيال ليس فقط عبر مسرحه (أوال) ولكن اينما حل، فهو إنسان معجون بالمسرح وشغفه في هذا الإطار معروف، فلا حديث يعلو لديه سوى أحاديث اللعبة في إطارها التكاملي.إن هذا السفر الذي قدمه الصديق الدكتور أمر جميل، وتكريم أي كائن في الحياة من أجمل الأشياء، لأننا مع الأسف البعض يلغي خلف ظهره تاريخ الرموز وأنا وليأتي من بعدي الطوفان، ولكن ألا تستحق بعض الرموز أيضاً استحضارهم عبر سنوات من العطاء وإن توقف الآن قطار الابداع لديهم، ألا يستحق مثلاً شذرات من قلم أحدهم أن يطرح أسماء الأصدقاء مثل عبدالرحمن بركات، عبدالرحمن عبدالله، أو يستحضر سطوراً ولو عبر كتيب صغير سيرة جاسم شريدة، راشد المعاودة، الصديق سلمان الدلال وغيرهم!!نعم.. محمد عواد، فنان لكل العصور.. حفر في الصخر، وآمن قبل الآخرين بموهبته، ومن هنا فإن فرقة مسرح (أوال) وكعادتهم قد كانوا سباقين في استحضار سيرة هذا الفنان وتكليف باحث في حجم الصديق الدكتور بالتصدي لمحاولة الكتابة عنه، كما أن الصديق صالح الغريب في دولة الكويت لا يألو جهداً في هذا الإطار في نبش الذاكرة، كما أن لقلم الصديق عبدالستار ناجي دورا بارزا في تقديم العديد من رموز الابداع خليجياً بجانب الصديق أحمد الماجد في دولة الإمارات، وهذا أمر جميل أن يتم حفظ جزء يسير من سيرة من ساهم في بلورة أي شكل من أشكال الابداع الإنساني.والمؤسف أن مثل هذا الأمر شبه مغيب إلا عبر جهود فردية مثل كتاب غانم السليطي والبحث الاكاديمي عن المناعي والآخر عن الرميحي، وهي شذرات من رحلة هؤلاء ولكن ماذا نقول والرحلة تمتد لما يقارب من نصف قرن وليس هناك احتفاء حقيقي بالمبدع المحلي، ولا دراسة تؤرخ لسيرة فنانين اعطوا أحلى سنوات عمرهم للفن عموماً.. مجرد سؤال!!