13 سبتمبر 2025

تسجيل

الشارقة.. مدينة لا تنام إلا عبر الإبداع الإنساني 6

16 مايو 2015

يواصل الكاتب والناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد حديثه عن أيام الشارقة المسرحية في حلقة جديدة من حلقات مقالاته، والتي جاءت على النحو التالي: (7) وخارج المسابقة وعلى الهامش تم تقديم عرضين عبر مجموعة من هواة المسرح من الأشقاء العرب المقيمين في دولة الإمارات(أ‌) جان دارك: من تأليف برخت وإخراج رامي مجدي.(ب‌) رجال تحت الأرض: تأليف جماعي وإخراج مهند كريم(أ) مضمون جان دارك كرمز لفرنسا في بحثها عن الحرية معروف، وقصة العذراء تناوله أكثر من قلم، في هذا النص لبرخت حاول أن يطرح رؤية جديدة وأن يحمل اسقاطاً معيناً، اسقاطات على الوضع الراهن في اطار الواقع العربي المعاش.. ومزج الطرح بين جان دارك وتصديها للاحتلال البريطاني واستحضار نماذج من واقع الأمة العربية عبر استحضار موتيفات من شرائح هذا المجتمع من فئات مختلفة يشمل مثقفين وقادة وسياسيين وغيرهم، وإذا كانت جان دارك قد سمعت نداء يخبرها بما ستكون وإنها سوف تدافع عن حرية وطنها ويلتف حولها العديد من الشرفاء وكيف تخلى عنها لاحقاً رجال الدين، وكيف تحاكم وتدافع عن ذاتها وكيف تفضل الموت في سبيل حرية وطنها وإيمانها بذاتها، وهكذا يتم وأد الحرية.. ومع هذا فإن جان دارك ستتحول إلى رمز للحرية.(ب) رجال تحت الأرض: وطرحت في المطلق ثيمات الخير والشر والحرية والقيود والحزن والفرح.. لعبة مسرحية لم تحقق المرجو منه عبر جهد شبابي يحاول ان يطرح ما يلامس ذائقته، ولقد تم استحضار النماذج عبر ثلاث شخصيات عبر تأليف جماعي وهم رجل ثري وآخر طبيب وحفار للقبور.. ولا أدري لماذا استحضار حفار القبور في أكثر من عمل مسرحي، ولكن غلبه العبث قد فكك لحمه المسرحية، كما أن الأداء قد شابه الانفصام وإن كان المؤدي يحاول أن يصل بالفكرة إلى المتلقي من مميزات العرض في تصوري الغناء وإن كان الطرح في مجمله لا يحمل الجديد لأن مضمون الثراء عبر التاجر وبطرق غير شرعية قد تم طرحه وبصورة أكثر عمقاً، خاصة أن اتفاق والطبيب على جمع أعضاء بشرية في محاولة لإعادة الحياة للثري الكهل لا يحمل أي مضمون إنساني وإن كان الأهم التأكيد على أهمية الجشع سواء من قبل التاجر أولاً أو فيما بعد كل من الطبيب وحفار القبور.أخيراً: فإن أيام الشارقة احتفالية حقيقية بالمسرح حتى وإن كانت بعض الأعمال أقل من المأمول، ذلك أن للأيام دورا في تحريك الحياة الراكدة خليجياً وعربياً ولا يقتصر الأمر فقط على العروض المسرحية، ذلك أن للأيام فعاليات عدة، ومختلفة منها مثلاً:(1) تكريم رموز المسرح العربي والخليجي وفي هذه الدورة تم تكريم رمز من رموز المسرح الإماراتي، الخليجي، العربي الكاتب والمسرحي الكبير إسماعيل عبدالله، بجانب نجمة الخليج الأولى سعاد عبدالله.(2) الجانب الأهم اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وتكريمه للمبدع العربي والإماراتي على حد سواء، وهذا ما يخلق حالة فنية لدى جل المنتمين إلى الحراك المسرحي العربي والإماراتي.(3) الدفع بأحلام الجيل الجديد من الشباب المتحمس وهذا ما عبر عنه الاستاذ أحمد بن رحيمة مدير أيام الشارقة المسرحية، وكيف أن الأيام تخلق الفرص للأجيال الشابة عبر الورش والدورات والندوات والمحاضرات طوال العام، وهذا ما نفتقده مع الأسف، اللهم عبر جهد متواضع عبر المركز الشبابي للمسرح وإيمان القائمين على المركز.. وأكد بورحيمة.. أننا نهتم بخلق حركة مسرحية يقودها جيل جديد من الشباب، منهم نقاد وكتاب ومخرجون وممثلون وفنيون، وهذا ما هو مفقود مفقود يا ولداه، فلا أثر للمسرح الشبابي في أي مهرجان.