03 أكتوبر 2025
تسجيليعتمد الإعلام في كل أنحاء العالم على الكلمة والكلمة إما أن تكون في الإعلام مسموعة أو أن تكون مرئية أو مقروءة. باختصار هذا هو الإعلام أما مايضاف للكلمة من توثيق فعلى حسب الجهة الإعلامية فالكلمة توثق باللقطات المصورة عبر التلفاز وتوثق بالصوت والموسيقى والمؤثرات والمادة المسموعة عبر الإذاعة وتوثق بالصور عبر الصحافة من هنا كان تأثير الكلمة كبيرا وقويا في المجتمع قراء ومستمعين ومشاهدين في كل أنحاء العالم فهي إما أن تكون كلمة طيبة في ظاهرها وباطنها وشفافة تنساب بيسر وسهولة للأعماق فيعيد بناء الكثير من المشاعر والأفكار في المتلقي وإما أن تكون غير ذلك مبطنة مدسوسة تسيء إلى مصدرها وتدمر الفرد وبالتالي المجتمع وتشتت كيانه قال الله تعالى في كتابه الكريم (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) صدق الله العظيم فالكلمة شرف وأمانة والكلمة أساس بناء الإعلام وقوته وانتشاره وتأثيره والإعلام المميز هو الإعلام الذي يتحرى الدقة ويعتمد الصدق والمحبة في انتقاء الكلمة بعيدا عن الأحقاد وتصفية الحسابات والاعتماد على متطلبات السوق كما يحدث في القنوات التي صبت جل اهتمامها على تصدير الأصوات الصاخبة للساحة الغنائية ببرامجها التي طالت حتى قنوات الأطفال ونجحوا في خلق تنافس كبير على الغناء بعد أن كان اهتمام الإعلام محصورا في أن يكون مدرسة للأجيال هم جعلوا من هذه الكلمة أغنية وكأنهم يقولون إن الإعلام أغنية وليست كلمة. ناهيك عن بعض الصحفيين العرب الذين يتخذون من رسالتهم الإعلامية وسيلة لتفريغ بعض الشحنات وتصفية الحسابات الشخصية جدا جدا وما أكثرهم في العالم العربي من يتعاملون مع الإعلام بعيدا عن الأهداف والرسالة الإعلامية تلك الرسالة التي تجعل من الإعلاميين أناسا مؤهلين ولديهم كل الصلاحية في دخول عقل المتلقي وتنويره وتثقيفه بكل الطرق والإمكانات التي لديه وبكل سبل الإبداع والنجاح لكن للأسف لو نظرنا في حال الإعلام العربي والفضائيات لوجدنا الكلمات الطيبة قليلة وعكسها أصبح كثيرا منتشرا في زمن أصبح فيه المتلقي أذكى بكثير مما يتصورون ويكتشفون بسهولة كل من يستغل موقعه الإعلامي وامتلاكه القلم أو الميكرفون أو الشاشة فيما لا يتناسب مع الرسالة الإعلامية.