14 سبتمبر 2025
تسجيلقال اليهود المجرمون يوماً عن قضية فلسطين والمطالبة بحق العودة "إن الكبار يموتون، والصغار ينسون" اعتمدوا هذه المقولة واستندوا إليها آملين التمتع إلى الأبد بأرض مسروقة لن يطالب بها أحد، وقد مات الكبار ونسي الصغار، لكن ما حدث أمس بدد تماماً هذه المقولة، وأفزع نتنياهو حتى أنه قال تعليقاً على المسيرات المذكرة بحق العودة إن ما حدث يهدد وجود إسرائيل، ولعل ما رأيناه أمس من التحام فلسطينيي الداخل والشتات، على طول الحدود الفلسطينية مع إسرائيل يشي بأن حق العودة حاضر بشدة كما لم يحدث من قبل، وأن الالتحام العربي الفلسطيني متأجج بشدة كما لم يكن من قبل، وأن روح الثورات العربية امتدت ليتنفسها المسروقة أرضهم آملين في عودتهم لأرض اشتد الحنين إليها، وفاض الاشتياق لها. إن ما انفجر من انتفاضات بمارون الراس، والجولان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، يساندها التوق العربي للالتحام بمسيرات تبدأ من التحرير آملة دخول تراب غزة يشي بأن زخماً، وصحوة جديدة امتدت حتى إلى خارج دول الطوق لتكون مع الجرح الفلسطيني، والأمل الفلسطيني في العودة إلى الوطن. إن قرابين شهداء الأمس الذين تجاوزوا عشرين شهيداً و120 جريحاً تؤكد أن الصدور التي خرجت عارية تطالب بوطنها المسروق لا ولن تتخلى عن حق العودة، كما تؤكد أن حماية الأمل الفلسطيني بتأمين الدعم العربي لإعادة ما احتل وسرق أمانة في ضمير الأمة العربية جمعاء عليها أن تدعمه وتساعد في تحقيقه وقد التفت الجماهير العربية حول مطلب واحد "العودة للديار السليبة". اليوم وبعد 63 عاماً من الألم والأوجاع، والفلسطينيون معذبون بالشتات ومفتاح الدار مخبأ بالقلب لا يصدأ ولا يضيع مطلوب بشدة مساندة المقاومة حتى عودة كامل التراب المغتصب، فلطالما صبر الفلسطينيون المذبوحون في الداخل والشتات مكرهين وقد هبط المفاوض الفلسطيني بمطالبهم العادلة إلى الحضيض، وأهدى عدوهم عطايا لا تعد ولا تحصى، كل ارتجافات أمس، ومسيرات أمس لها معنى واحد، وتبعث برسالة شديدة الوضوح تقول إننا أمام مرحلة جديدة غير مسبوقة تبشر بانتفاضة ثالثة يلتحم فيها الدم الفلسطيني في الداخل والخارج بقوة غير مسبوقة وبتضحيات أسطورية، كما تقول بجلاء إن فلسطين مازالت هي قضية الأمة المحورية، وإن إسرائيل قد رأت بأم عينها أمس (بروفة) لما سيحدث لاحقاً وقد التحم الدم بالدم، والإرادة بالإرادة، وأصبح الشعب العربي كله مشاريع شهادة لاسترداد الأرض المسروقة، نحن فعلاً على أبواب انتفاضة عارمة تقودها الشعوب ببسالة منقطعة النظير، وإن غداً لناظره قريب. • طبقات فوق الهمس عندما يكون الحديث عن جامعة الدول العربية (فحدث ولا حرج) فلقد عشنا عمراً لا نسمع إلا جعجعة دون طحين، أو لنقل كنا نسمع طحناً للهواء، وحيال كل قضية ساخنة أو باردة لم تشف لنا الجامعة غليلاً.. اللهم إلا شجباً، وإدانة، وقرارات خائبة تزيد الطين بلة!! وكثيراً ما كانت الجامعة العربية بقراراتها المضحكة المبكية سبباً مباشراً للاكتئاب والإحباط، وقد داومت على الحصول على صفر من عشرة في جميع قضايانا التي كانت بحاجة إلى حسم، وحزم، وقوة، معظم فلسطين سرق وابتلعته المستوطنات، وبعد فلسطين ضاع العراق، ثم أحرقت غزة بالفسفور الأبيض ولم تقدم الجامعة العربية ما يواسي الصدور المكلومة والموت المجاني يحصد أهل غزة المحاصرين براً، وبحراً، وجواً، ثم اندلعت معضلة السودان التي لم يكن أمامها إلا التقسيم وها هي ليبيا على الطريق، وما أتحفتنا جامعة الدول العربية بقرار فاعل واحد، كله شجب!! شبعنا (أطنان شجب واستنكار) ويدور الحديث حول من يتولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية؟ أتصور أن جنسية الأمين العام لا تهم قدر أهمية ما الذي سيقدمه لقضايا العرب المصيرية، ثم إن الواقع المحزن لحال الجامعة العربية يقول إن الذي سيتولى منصب الأمين العام للجامعة سيتولى في الحقيقة (إدارة خربة) تحتاج إلى الكثير الكثير ليعتدل فيها المقلوب وتصبح بحق صوتاً عربياً مسموعاً، فاعلاً، له قراراته النافذة، باختصار كان الله في عون الأمين العام الجديد، كان من مصر أو من أي دولة عربية شقيقة، فالمركب غارق في القاع وانتشاله حتى يطفو يحتاج ربما إلى معجزة!!