18 سبتمبر 2025
تسجيلسمها ما شئت وأطلق عليها ما تريد من الألقاب: أمة النمل.. عالم النمل.. مؤسسة النمل.. جماعة النمل.. وهكذا. هذا المخلوق العجيب يعلمنا الكثير ويرشدنا إلى معان وحزمة كبيرة من القيم في عالم الحياة بصفة عامة، وكذلك في عالم المؤسسات والمنظمات بصفة خاصة بعيداً عن التنطع الفلسفي الفكري، ومفاهيم النهضة والحضارة، فعجيب أن يجمُد الأحياء ويتفاعل هذا الكائن مع حركة الحياة بقوة وهمة. وعندما تتمعن وتتأمل النظر إلى معنى اسمها تجد له مدلولات عجيبة وقوية ((سميت نملة لتنملها، وهو كثرة الحركة وقلة قرارها))، ((فلا تراها إلا وهي تمشي ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً، ربيعاً وخريفاً، وإن وقفت في الطريق، فإنما لتشاور أختاً لها على مواصلة الطريق، أو أنها وقعت على صيد جديد)). "... لها صفة الإشراف والتنظيم على النمل السارح في الوادي — ومملكة النمل كمملكة النحل دقيقة التنظيم، تتنوع فيها الوظائف، وتؤدى كلها بنظام عجيب، يعجز البشر غالبا عن اتباع مثله، على ما أوتوا من عقل راق وإدراك عالٍ..." فهي تعلمنا دروسا عملية واضحة في إتقان العمل والأداء، وتعطينا أدوات في اليقظة والانتباه، وترشدنا إلى الالتزام والسير نحو الهمة والإرادة العالية دون توقف، ونحر الذات عند أداء المهمات الموكولة لنا وتسلم مناصبنا، وتحفزنا إلى تقسيم العمل المنظم المؤسسي وفق آلية عالية التنظيم، وتحرك فينا كيف نتعامل مع الأزمات، وتوقظ فينا قيم المبادرة والإنجاز واستشعار المسؤولية ورفع درجة هذا الاستشعار، وتقدم لنا نموذجاً واضحاً في النصح والتوجيه بل في حُسن السمع والعمل بهذا النصح. فالأولى والأجدر بنا أن تكون حركة مؤسساتنا أفضل من حركة النمل، لا تقف مؤسساتنا في منتصف الطريق وتنقطع، فالتفاعل والحركة في عالم المؤسسات هي حياتها، وسكونها يعني انتهاءها. ونعتقد أننا بحاجة أكيدة الى أن نقيم ورشا عملية عن "أمة النمل" نستخلص منها الدروس الإيجابية وكيفية حل مشكلاتنا المؤسسية، ونتعلم منها كيف نحافظ على مبادئنا المؤسسية وقيمنا، فالأمر يستحق ذلك في أن نعيش مع نملة!. فمتى نستيقظ ونصحو ونبتعد عن السلبية في مؤسساتنا لكي نحقق رؤية 2030 بإذن الله؟. "ومضة" قال تعالى "وفي خلقكم وما يبث من دآبة آيات لقوم يُوقنون" الجاثية: (4)