15 سبتمبر 2025

تسجيل

من مخيم اليرموك ثوب الإنسانية ليس للمناسبات فحسب!

16 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد عاش مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين معاناة شديدة من الحصار الظالم ومن القصف الغاشم الذي كان ومازال يشنه النظام في سوريا ومؤخرا ابتُلي باقتحام داعش لمعظمه لتزداد المعاناة وتتفاقم الأوضاع ويصبح المخيم تحت وطأة الحصار وتفتح الجبهات الأربع تقريبا للدفاع عما تبقى من المخيم.هذه الحالة تثبت أن الشعب الفلسطيني والشعب السوري في خندق واحد، بل يمكننا القول إن كل الشعوب في ذات الخندق فلا يمكن لفلسطيني حر أن يحزن لمصاب اليرموك أو غزة ولا يتقطع قلبه لما يجري في حلب أو لا يتألم من أوضاع المعذبين في شتى البلاد العربية والإسلامية.لقد جمعنا مع بعض الباحثين لقاء مع أحد المسؤولين في الثورة السورية ولم يتمالك أحد نفسه عندما بدأ يحدثنا كيف استهدف مرتزقة النظام سيارة فيها نساء وأطفال بقذيفة RBG وكيف تمزقت أشلاء ابنته ذات الأربعة عشر ربيعا عندما كانت داخل السيارة على بعد أمتار من دخول الحدود اللبنانية ولعل هذا أمر بسيط أمام الجرائم المتتالية.ولعلني أنتقل إلى ساحة اليمن مبينا علاقتها بحديثي حيث أن جميع الدول العربية تقريبا أنكرت واستنكرت ما قام به الحوثيون من السيطرة على صنعاء بالسلاح ثم التوجه إلى عدن بعدما كانوا يطالبون بحقوقهم بعد الثورة ، ولم يقبلوا بالحوار الذي دعت له أطراف عدة وبالتالي بدأت عملية عاصفة الحزم من أجل ثنيهم عن هذه الأعمال ودفعهم إلى الحوار، ومع بدء هذه العمليات بدأ البعض من منطلقات اصطفافات مسبقة لا تتغير سواء كانت على الحق أو على الباطل بالحديث أن هناك ضحايا من الأطفال سقطوا في اليمن وقاموا بارتداء ثوب الإنسانية . وهذا ليس عيبا إذا كان الإنسان يحرص على دماء الناس وحرماتهم إذا افترضنا صحة ذلك ولكن هؤلاء أغمضوا أعينهم عن أكثر من 300 ألف شهيد في سوريا ولم يشاهدوا البراميل المتفجرة وهي تنهال على بيوت المدنيين لذا فإن هذا النوع من أدعياء الثقافة أو السياسة يتصرفون بشكل مقزز عندما يغمضون أعينهم عن الحقائق ويرفعون أصواتهم في قضايا ومسارات حتى ولو لم يمتلكوا الأدلة والحجج فلا غرابة إذا كانت المواقف جاهزة.لا أعتقد أن عاصفة الحزم استهدفت أطفالا وعليها ألا تستهدف أي مدني وأي مسالم وأي قابل للحوار والتفاهم غير باغ ولا معتد .وبالعودة إلى الساحة السورية فقد حاول كثيرون ركوب الموجة الفلسطينية ويا ليتهم بقوا كما يدعون على الحياد لكنهم حاولوا تغيير الأمور لصالح النظام من خلال مخيم اليرموك ولكن بالرغم مما يجري في مخيم اليرموك وفي سوريا كلها فقد شعرت بالسعادة رغم الحزن على الشهداء والجرحى عندما تابعت عددا كبيرا من الفلسطينيين الذين لم يرتدوا ثوب القومية في حالته المبتذلة بالرغم من مصاب اليرموك فقد عاشوا مع حلب مصابها وفرحوا مع انتصار إدلب وبصرَى وغيرهما من المدن السورية .وأقتبس بعضا مما قرأت وخاصة ممن عاشوا في اليرموك وفي سوريا وعلى سبيل المثال ما كتبه عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد خير موسى " أنا الآنَ لست ابن فلسطين ومهوى القلب في ربوعها، ولست ابن مخيم اليرموك وقبلة الدمع المرّ في زواريبه، ولست ابن حوران وملاعب الروح فيها، أنا الآنَ ابن الجرح الأكثر وجعًا ونزفًا وموتًا، أنا الآن ابن حلب الشهيدة" وكذلك ما كتبه الشاعر الفلسطيني إياد حياتله : " صحيح مخيّم اليرموك غالي عليّ، بس مش أغلى من حلب".وهذه الأمثلة وغيرها كثير ممن لا يفرقون بين الحقوق ولا بين الدماء التي تسيل ظلما وعدوانا في أي مكان من بلادنا ، وهذه رسالة إلى كل الدول والأحزاب والأشخاص بغض النظر عن أي شيء كان فلابد من نصرة المظلوم في كل مكان ولكن يبقى الجرح مفتوحا عندما لايفرِّق البعض بين الظالم والمظلوم.