16 أكتوبر 2025
تسجيلتختلف درجات الذكاء عند الأطفال وتتعدد درجاته، وتختلف المهارات باختلاف الأذواق والرغبات، كما يتقن الطفل المهارات على فترات، فكلما أتقن الطفل مهارة من المهارات، بحث عن مهارة أخرى جديدة غيرها، لا مستحيل أبداً عند الأطفال، فهم الذين يضربون الأرض بقوة وينظرون إلى السماء بصلابة، فقد اعتاد الكثيرون منَّا نحن الكبار، الاعتِماد على مبدأ الاستحالة، فلا الشخص قادرٌ على التَّفكيِر في صُلب الموضوع، ولا هُو قادر على تركه، وكأنَ تفكيره محصور في صندوقٍ واحد.فالتفكير كالتَّعليم، تراكمي، فكلُّ مهارة تنبني على السَّابقة وتعتمد عليْها المهارة اللاحقة، فإن اكتسب الأطفال هذه المهارات منذ الصِّغَر فحتمًا ستكبر معهم رُويدًا رُويدًا، ولكي نجعل أطفالنا قادرين على الإبداع والتأمل لاكتشاف الجديد، علينا تشجيع الطفل على التفكير ليتسنى له مقدرة النقد والبحث عندما يغدو كبيراً، ولطالما التفكير مهارة، فأي مهارة تحتاج في اكتسابها على التعلم، ولطالما التَفْكِير يعني تفْعِيل العقل،إذن هناك علاقة لربط التفكر بالتعلم وما نلاحظه أن البعض من أولياء الأمور يتضايق من أسئلة الطفل المتكررة، فقد يحرج الطفل الوالدين بأسئلته أثناء طرحه لها، ولا يجد الوالدان إجابة مناسبة للرد، فيعمد البعض على إسكات الطفل، أو إعطائه معلومات خاطئة فيقتلون أسئلته في مهدها، ويكفون الطفل عن تكرارها، فكل ما سأل الطفل أباه سؤالاً، رده وتناساه هذا إن لم يهمله أو يسخر منه، فلماذا هذا كله؟ ومن سيسأل الطفل إن لم يسألنا نحن الآباء؟ فعلينا ألا نرفض أسئلة أطفالنا أو نستهين بها، لأن برفضها يوقف الطفل تأملاته وأفكاره، ويقترن بمخيلته أن الإجابة فقط عند الآباء والمعلمين، فتتعطل عنده مهارة التفكير وتزيد عنده السلبية المطلقة في المبادرات وتفسير ما يراه، بل ينتظر ذلك من الآخرين، ويبدأ تدريجياً تعطل التفكير عنده،وفي سنوات الطفولة يتمتع الطفل بخيالٍ واسع يختلط فيه الواقع بالخيال فتبدو أسئلته ساذجة ولكنها في الحقيقة أسئلة هامة وعلى أساسها يتكون عقل الطفل، ومن خلال طريقة الإجابة عن هذه الأسئلة يتحدد مستقبل هذا العقل، فحب الاستطلاع هنا من أهم سمات الطفل، وتختلف اسئلة الأطفال بإختلاف المجتمعات التي يعيشون فيها، والمعلومات المحيطة بهم وفقاً لثقافة هذه المجتمعات، إذن الطفل هو حصيلة ثقافة المحيطين به.فالأطفال يولدون ولديهم القدرة على الإبداع، كما يجب علينا نحن الآباء تعليم أبنائنا المهارات التي تساعدهم في حياتهم، والاهتمام بهم وعدم تحقيرهم، ومنحهم الثقة بالنفس، والاستماع إلى رأيهم ومناقشتهم، كما يمكن توجيه الطفل منذ نعومة أظفاره لتنمية موهبةٍ معينة يبدع فيها ويجد فيها نفسه.وللألعاب دور في تنمية قدرات الطفل الإبداعية، فهناك التعلم بالألعاب كواحدة من أميز طرق التعلم الجيد، وتساعد قراءة القصص على تنمية أنماط التفكير عنده، أما الرسم فهو ينشط العقل ويزيد التركيز والانتباه عند الطفل، أما نضج شخصية الطفل وتكوين القيم والميول والاتجاهات، فيرجع إلى مسرحيات الأطفال، وكلما زادت مشاركة الطفل بالأنشطة المدرسية، كلما تطورت قدراته وتوسعت مداركه، كما للهوايات بالغ الأثر في استثمار أوقات فراغ الطفل.أخيراً يمكننا أن نستخدم جزءًا كبيرًا مما تبدعه أناملهم وعقولهم من رسم وتلوين، ونقوم بتأطير أعمالهم بمساعدتهم في عمل فني يزين غرفهم ويؤكد انتماءَهم ويُظهِر إبداعهم، ولندع إلى علاقة ود وصداقة مع الأطفال، ولنعلِمهم كيف يستفيدون من الأخطاء حتى لا يقعوا فيها مرةً أخرى، وكيف يستشعرون بمسؤولياتهم عن أفعالهم، فبدلاً من أن نلعن الظلام، لنشعل شمعةً تنير بيننا وبين أطفالنا.