30 أكتوبر 2025

تسجيل

قبل أن تلغي غيرك 2

16 أبريل 2014

قلنا بالأمس لمن فاته الحديث عن بروز ظاهرة ما يمكن أن نسميها بالإقصاء أو إلغاء الغير، لخلاف فكري أو سياسي أو غيره، وكيف أن فئة ما بالمجتمع تعتقد أنها محتكرة الحقيقة وغيرها لابد أن تكون تابعة لها وإلا فلا نجاة ولا أمن ولا أمان!! لو استمر الأمر على ذلك، فالإقصاء قد وقع قولاً وفعلاً، وليت الأمر ينتهي عند الإقصاء فقط، إذن لهان الأمر بعض الشيء، من باب لكم دينكم ولي دين، ولكن ما يحدث هو أن الإقصاء ما هو إلا بداية لحدث عظيم وفتنة كبيرة لا يعلم مداها إلا الله، وسيعيش المجتمع بهذا التقسيم أو هذه الإقصائية المخلة بتوازن أي مجتمع، في توتر دائم واحتقان أدوم، كبركان يغلي وينتظر ساعة انفجاره. مثال آخر على موضوع الإقصاء، وحتى لا يُظن أن البوصلة متجهة صوب أهل الدين أو العلم الشرعي أو المشتغلين بالدين أو غير ذلك من مصطلحات ، فالأمر مماثل ويحدث من آخرين الذين يمارسون الدور الإقصائي نفسه، ولكن ليس في مجال الدين وإنما مجال فهم السياسة وإدارة شؤون البلاد، وهذا اتضح أو يتضح جلياً كل يوم في المجتمعات التي حصل فيها التغيير بفعل الثورات، وأقصد مجتمعات مصر وتونس وليبيا كأبرز المجتمعات التي يمكن الاستدلال بها في موضوع الإقصاء. ظهرت بعد التغييرات في البلدان الثلاثة، فئة تزعم احتكار فهم حقيقة السياسة وأنها الأجدر بالبقاء في هذا المجال دون غيرها من فئات المجتمع، وبالتالي تريد أن تقصي الآخرين عن هذا المجال وتظل تتفاعل مع كل خطأ مهما صغُر وبدا هامشياً غير مؤثر، فتعمل على تضخيمه لاثبات صحة مزاعمها وأنه بسبب تولي فئات أو أحزاب أو جماعات ما لها في السياسة وإدارة شؤون البلاد من نصيب، بدأت الدولة تعاني وترتبك وتسببت تلك الفئات في عدم الاستقرار وغيرها من مزاعم. لكن الواضح مما يجري، أن التنافس غير الشريف والشراهة الواضحة للوصول الى الحكم وبأي طريقة ممكنة أو غير ممكنة، جعلت من ظاهرة الإقصائية تأخذ مساحات في المجتمعات الثورية الجديدة، تستغلها بعض الفئات لتحقيق مآربها، شاء من شاء، وأبى من أبى. وللحديث بقية أخيرة نكملها بالغد إن شاء الله.