17 سبتمبر 2025
تسجيللا ندري لماذا؟ وما الهدف؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى انتهاج هذا المسلك من البعض؟ وما الفائدة من هذا كله؟وكأن الهم الأول والأخير لهم هو إشباع عقولهم وعواطفهم ولا تحلو مجالسهم وأحاديثهم إلاّ بالعروج على دعاة الأمة وعلمائها ومؤسساتها، وللأسف هذا يطعن وثاني يلمز وثالث يغمز ورابع يُشرّح وخامس ينتقد وسادس يسب ويشتم وسابع يقول كذا وكذا عنهم، وكأنهم جميعاً نصّبوا أنفسهم قضاة عليهم يحاكمونهم في كل شاردة وواردة وفي كل لفظ وقول وعمل، ـ ولا نعمم ـ إنه التعالم والتعصب الأعمى المعوّج الممجوج، والتطاول على العلماء والدعاة، فراغ من قبل المتطاولين.فقد ابتليت مجتمعاتنا بأناس في هذا العصر ـ إلاّ ما رحم الله ـ من التطاول على العلماء والدعاة، والنيل والقدح فيهم، وعدم احترامهم وتقديرهم ورعاية منزلتهم من قبل فئة من الناس بدعوى حرية الرأي وسماع الرأي الآخر لكل ناعق وزاعق.وهذا الذي نقرؤه في مواقع التواصل الاجتماعي. ونسمعه ونشاهده على بعض الفضائيات من حوارات وفي المجالس من أناس يدعون أنهم مفكرين وأساتذة وخبراء، والأكاديميون في جامعات كذا وكذا أصحاب البحوث في القضايا الفكرية وطلبة علم، والله ما عرفوا قيمة الفكر ولا مكانة الأستاذية ولا أخلاقيات طلب العلم، ولا عرفوا ولا فهموا هدي السلف رحمهم الله في إنزال مكانة العلماء وقدرهم بين الناس والأمة. ونكرر ـ لا نعمم ـ فمن منهج السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ احترام العلماء وتوقير الفقهاء، والتأدب معهم غاية الأدب، فإن الجناية على العلماء خرق في الدين، ومن هنا قال الإمام الطحاوي رحمه الله: "وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذكَرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل" وقال الحسن بن ذكوان رحمه الله لرجلٍ تكلم عنده على أحد الناس: مه.. لا تذكر العلماء بشيء فيميت الله قلبك". وللشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله كلام نفيس "إنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة". فتأمل.. فالابتعاد كلية عن هذه الآفة الذميمة الساقطة لهو السبيل القويم ومن صفات أصحاب العقول الذين يُكنون ويعرفون لعلماء ودعاة الأمة كل خير وتقدير ومحبة واحترام، ويحفظون أسماعهم وألسنتهم وأقلامهم عن كل ما يؤذيهم وينتقص من مكانتهم وقدرهم."ومضة"أتدري متى يتوقف أصحاب هذه الآفة عن هذه الآفة؟ إذا فقهوا كلام السلف رحمهم الله قولاً وعملاً وتطبيقاً وسلوكاً، فهذا هو الاقتداء والهدى والاتّباع.