13 سبتمبر 2025
تسجيلمن أجمل ما أرسل إلينا قصة ذاك الرجل الأمريكي الذي طُرد من عمله، والتي فيها من المعاني والدروس العملية سواءً من المطرودين أو المقالين من العمل أو المحالين للتقاعد أو غير ذلك من الأسباب، ونوردها كما جاءتنا، فهذه تجربة إنسانية فيها من المعاني، و"الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها". وقد يكون قد قرأ هذه القصة الكثير منا وعرف مغزاها، ولكن أن نحول هذا التقاعد أو البطالة إلى الجلوس في المقاهي والسهر في المجالس لساعات متأخرة من الليل فيما لا طائل منه ولا فائدة — ولا نعم —. "التحق شاب أمريكي يدعى "والاس جونسون" بالعمل في ورشة كبيرة لنشر الأخشاب، وقضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عمره، حيث كان شابا قويا قادرا على الأعمال الخشنة الصعبة، وحين بلغ سن الأربعين وكان في كمال قوته، وأصبح ذا شأن في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة ولكن فوجئ برئيسه في العمل يبلغه بأنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عودة في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف، وبلا أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس كما قال وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه بأن ليس لديه ولدى وزوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب، ولم يكن يدري ماذا يفعل. وذهب إلى البيت وابلغ زوجته بما حدث، فقالت له زوجته ماذا نفعل؟ فقال: سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة وفى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيراً مشهورا إنه "والاس جونسون" الرجل الذي انشأ وبنى سلسلة فنادق "هوليدي إن" انشأ عدداً لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم. يقول الرجل في مذكراته الشخصية، لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي. فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم افهم لماذا، أما الآن فقد فهمت أن يغلق في وجهي باب ليفتح أمامي طريق أفضل لي ولأسرتي". والحمد لله مجتمعنا وأمتنا فيها الخير الكثير في رجالها ونسائها وشبابها أن يأخذوا زمام المبادرة فيما ينفع المجتمع في حاضره ومستقبله. ومضة وفي السيرة النبوية قصة ذاك الرجل الأنصاري عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "... اذهب فاحتطب، وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوماً..." فماذا كانت النتيجة؟؟؟ إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم