19 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سينتحر مبارك؟!!

16 أبريل 2011

بعض حكامنا العرب إما أن "يموتوا" وهم فوق كراسي الحكم.. وإما أن "يقتلوا" وهم على رأس الحكم.. وإما أن "يطاح" بهم من عروشهم بانقلاب عسكري ما عدا استثناء واحد سجله التاريخ العربي وهو الرئيس السابق "سوار الذهب".. التاريخ العربي لم يسجل حتى الآن على صفحاته الرئيس "السابق" ما عدا "الذهب" الذي تنحى بعد الثورة السودانية وسلم الحكم لقيادة جديدة ولكن هذا التاريخ يسجل اليوم عن بعض حكامنا العرب بعض الألقاب والأوصاف الجديدة فقد تم تسجيل عبارة الرئيس "الهارب" عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد أن هب الشعب التونسي في ثورة شعبية عارمة أشعلت شرارة "ربيع الثورات" العربية ووصلت إلى جمهورية مصر العربية فأشعلت ثورة فريدة وخالدة ونادرة في سلوك الثورات العالمية لما تميزت به هذه الثورة من حسن تنظيم وإدارة ومن روح وطنية خلاقة ومبدعة ومن مبادئ قومية عربية تؤكد أصالة هذا الشعب العربي وأعادت هذه الثورة "القيادة والريادة" لهذا البلد العربي ولهذا الشعب العربي العظيم. بالأمس تأكد للعرب جميعاً أن ثورتهم في مصر حققت أغلى وأثمن أهدافها وحققت الهدف والأمل لكل مصري وعربي عندما وصلت هذه الثورة إلى رؤوس من أضاعوا كرامة المواطن المصري وثروات الوطن وقبضت على رؤوس النظام البائد وعلى رئيسه المخلوع ووضعتهم في السجون بشكل قانوني وحضاري وبعيدا عن روح الانتقام والشماتة والتشفي وهذا الأسلوب يعطي لهذه الثورة وجها حضاريا راقيا ويبرهن أنها ثورة شعب عظيم وحضاري. لكن التاريخ العربي ينتظر الآن ماذا سيكتب عن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لأن وضعه حتى الآن لم يحدد قضائيا بعد ولم يصدر من القضاء المصري أي حكم بعد رغم أن التاريخ يشهد أنه "سرق" أموال الشعب وبلغت ثروته وثروة أسرته كما ذكرت مصادر عدة حوالي 73 مليار دولار، يضاف إلى جريمة "السرقة" جرائم أخرى ولعل من أهمها وأبرزها "تقزيم" دور مصر القيادي والريادي وجعل من هذه القيادة والريادة دولة "عميلة" للعدو الصهيوني وهذا بحد ذاته جريمة في حق الشعب العربي المصري وبحق مصر العظيمة التي قدمت آلاف الشهداء وآلاف الجرحى في أربعة حروب خاضتها ضد العدو الصهيوني الذي يستهدف أمن وسلامة وحرية مصر وشعبها مما دفع هذا الشعب لهذه الثورة المباركة لاستعادة دور مصر واستعادة كرامتها وكرامة شعبها العظيم الذي "أذله" نظام مبارك و"قمعه" بنظام بوليسي دكتاتوري. إننا بانتظار ما سوف يكتبه التاريخ عن مبارك هل سيكتب عنه الرئيس "المخلوع" أو الرئيس "المجرم" أو الرئيس "العميل" أو "الخائن" أو الرئيس "الحرامي" أو "البلطجي"؟!! ومن أجل هروب مبارك من كل هذه الأوصاف أعتقد أنه سيختار وصف "الرئيس المنتحر" والدلالات على هذا الخيار الذي اختاره لنفسه ما ذكره بعض الأطباء في مستشفى شرم الشيخ حيث يعالج هناك حاليا ولكن وأثناء كتابتي هذا المقال جاء خبر عاجل يقول: إن النائب العام المصري يقرر نقل مبارك إلى مستشفى عسكري ووضعه تحت الحراسة.. لكن المهم ماذا سيختار مبارك سواء كان في سجن مدني أو عسكري وسواء كان في مستشفى شرم الشيخ أو سجن طرة هل سينتحر كما أشار بعض الأطباء عندما قالوا إن حالته الآن تؤدي إلى "الانتحار اللاإرادي". وسببه كما أشار الأطباء إلى امتناعه عن الطعام والشراب والكلام وهذه أعراض محتملة لهذا الانتحار، وقال الدكتور أحمد شوكة استشاري الطب النفسي في تصريحات صحفية: إن مبارك يعاني حالة اكتئابية وصدمة عصبية انهارت أمامها دفاعاته السيكولوجية كرد فعل على حبسه لأن عنجهيته جعلته يرفض أن يصدق ما يحدث له وأن ما يعانيه من حالة اكتئابية تصاحبها مشاعر خوف وتوتر شديدين ومن المؤكد أنها تسهم في تدهور حالته الصحية. ويضيف الدكتور شوكة: إن الاكتئاب مرض عضوي وله أعراض جسمانية خاصة عند المصابين بالضغط والسكري والسرطان كما هي حالة مبارك. فهل سيبقى مبارك في حالة اكتئابه هذه، وهل سيستمر في عنجهيته وغطرسته ويرفض تصديق ما حدث من ثورة شعبية أسقطته من رأس الحكم ووضعته خلف القضبان وينتحر إرادياً أو لا إرادياً؟! وهل سنقرأ عن مبارك في تاريخنا العربي عبارة "الرئيس المنتحر"؟!!