12 سبتمبر 2025
تسجيل(1) حسن حسين: في مسيرة الحركة الكشفية القطرية ظهرت بعض القيادات التي قدمت الكثير من الأعمال الملموسة في الميدان الكشفي والشبابي في فترتي الستينيات والسبعينيات على وجه الخصوص، ولذك لم يقتصر نشاطها على المجال الكشفي فقط بل ظهرت موهبتها في مجالات أخرى مثل المسرح والتمثيل والغناء وغير ذلك من المجالات الفنية. من هؤلاء: حسن حسين الجابر (مواليد عام 1950 تقريبا )، وهو أحد رموز الكشافة القطرية ومن المهتمين بعد ذلك بمجال الكتابة للمسرح.. ظهر واشتهر مع تأسيس فرقة الأضواء الموسيقية والمسرحية عام 1966 م، التي أنشأها الموسيقار المبدع عبدالعزيز ناصر عبيدان رحمه الله (المتوفى عام 2016). وبعد أن ذهب الموسيقار عبدالعزيز ناصر للدراسة في مصر أصبح حسن حسين رئيساً لفرقة الأضواء في بداية السبعينيات، وأبرز أعماله المسرحية مسرحية “كندري الفريج“، وهي تمثل البدايات الأولى للفرقة. شارك في الكثير من الفعاليات الشبابية في المجال الكشفي في عهد وزير التعليم الراحل الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني كما كرمه وزير التربية والتعليم الأسبق عبدالعزيز عبدالله تركي السبيعي، وله مشاركات في المخيمات والمعسكرات الكشفية في رأس أبو عبود والوجبة والشحانية ودخان وغيرها. وحصل على الشارة الخشبية، كما أنه كان مشاركا في فعاليات جمعية الكشافة القطرية وأحد أعضاء مجلس إدارتها. درس حسن حسين في دار المعلمين بوزارة التعليم.. وقد سانده للتوجه في العمل المسرحي السيد محمد عبدالله الأنصاري الذي كان يشغل منصب مدير دار المعلمين كما كان من رواد تأسيس الفرق المسرحية في تلك الفترة. وعمل في مجال التربية الموسيقية بوزارة التربية والتعليم، وانتقل لجمعية الكشافة القطرية في مجال الدراسات الموسيقية واستمر فيها حتى وفاته، رحل حسن حسين عن الدنيا عام 2012 م وترك وراءه بصمة وتجربة ثرية لا تنسى في المسيرة الكشفية، وكان ينوي إخراج دراسة عن تاريخ المسرح في دولة قطر ولكن الموت كان له أسرع فلم تظهر للنور حتى الآن.. وقد كتبت عنه - شخصياً - مقالة في جريدة الشرق بعد موته بأيام تخليدا لذكراه وإحياء لدوره في الحياة الثقافية في قطر.. رحمه الله رحمة واسعة. (2) حسن إبراهيم: شخصية تستحق الكتابة عنها نظير ما قدمت من خدمات جليلة للمسرح في قطر، وخاصة عبر المسرح المدرسي الذي استمر فيه عبر مسيرة طويلة في خدمة الأجيال وتأهيل المئات من الطلبة في هذا الميدان المهم والفعّال في نشر الوعي المجتمعي. إنه حسن إبراهيم (مواليد 1949 تقريبا) الذي دخل الميدان الكشفي في وزارة التربية والتعليم، وكانت له جهوده البارزة في إعداد القادة والتعامل مع طلاب المدارس وانخراطهم في الجوالة والأشبال ثم تحوله للعمل مع جمعية الكشافة القطرية.. إلا أن حبه للمسرح والتمثيل والإخراج كان أكثر ميلاً من أي مجال آخر. عمل في وزارة التربية، وأدار المسرح المدرسي فنجحت تجربته نجاحاً باهراً، وكان يشار إليها بالبنان بفضل تفوقها المسرحي وحرصه على الإبداع فيه. وقد عمل مع محمد عبدالله الأنصاري مدير دار المعلمين بوزارة التعليم وحينها كوّن فرقة مسرحية من الطلبة التي كان من ضمنها “حسن إبراهيم“، حيث عمل ممثلا في ذلك الوقت.. وكان الأنصاري يشجعه على الانخراط في الحركة المسرحية، ومن بعدها أكمل دراسته الجامعية في كلية التربية بجامعة قطر ثم تحول إلى مجال التدريس في مدارس قطر. كما عمل الفقيد الراحل في التمثيل التلفزيوني والمسرحي وله العديد من الأعمال التي ما زالت خالدة في ذاكرة التمثيل والإخراج المسرحي.. وهي كثيرة ولا تعد ولا تحصى. وكان يشرف على “المسرحيات الليلية“، التي كانت تقام في ليالي السمر في الكشافة وخاصة في معسكرات ومخيمات رأس أبو عبود، حيث كان يشجع شباب الكشافة المبتدئ من الأشبال وعشائر الجوالة على الانخراط في التمثيل المسرحي وقد اكتشف وقدّم الكثير من المواهب في هذا الميدان وواصلوا مشوارهم في الإبداع المسرحي من بعده. نعت وزارة الثقافة والرياضة في قطر وفاة حسن إبراهيم حسن عام 2019 م الذي وصفته كأحد رواد المسرح القطري وإثراء الحركة المسرحية من خلال العديد من أعماله. درس الفقيد في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت عام 1987 م وتتلمذ على يد الفنان المصري الكبير “زكي طليمات“.. وله بعض الأعمال المسرحية مثل مسرحية “من طول الغيبات“ و”سبع السبمبع “ ومسلسل “جميلة“ مسلسل “عيال الذيب“ و”أين الطريق“ لأحمد الحمادي وإخراج حسن بشير.. وله أيضا “ياسمينة والسندباد“ و “الرجل الذي فكّر لنفسه“. ترأس فرقة قطر المسرحية بصفته أحد مؤسسي الفرقة عام 1972 م.. وتولى عدة مناصب مسرحية في وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والرياضة.. وعمل مدرساً بوزارة التربية ثم موجهاً للتربية المسرحية ثم رئيساً لتوجيه التربية المسرحية ثم مديراً لإدارة التقنيات التربوية ثم باحثاً مسرحياً بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث ورئيساً لمجلس إدارة فرقة قطر المسرحية. أشهر مسرحياته: - صقر قريش - عانس - خارج من الجحيم - من طوّل الغيبات- أم الزذين - القصة المزدوجة - بعد أن يموت الملك- هامات. وأخرج بعض المسرحيات مثل: الفأر طويل اللسان - جريمة في حي البندقية - البخيل والضحايا - حوش ما تحوش- الرجل الذي فكر لنفسه- الأقنعة والنافورة المسحورة - ياسمين والسندباد - التقاحة تصرخ- أوبريت عسل يا وطن- مسرحية حنظلة. وكان يعمل معلماً للتربية المسرحية في مدرسة طارق بن زياد الابتدائية بمنطقة السد لفترة من الزمن، وخاصة في حقبة السبعينيات من القرن الماضي.. وأشرف على تدريب الكثير من طلاب المدرسة وتأهيلهم في مجال المسرح، حيث نجح في استقطاب الكثير منهم الذين غدوا ممثلين ومبدعين من بعده. لقد غادر حسن إبراهيم الدنيا في عام 2019 م بعد رحلة طويلة مع المرض الذي ألم به لسنوات وكانت وفاته في بريطانيا.. وترك مسيرة حافلة بالعطاء للمسرح في قطر سنظل نفخر بها وبجهوده التي لا يمكن أن تنسى.. وتناولت حياته - شخصياً - بعد رحيله في مقالة مطولة عبر صحيفة الشرق.. رحمه الله رحمة واسعة. (3) كلمة أخيرة: بات من واجب جمعية الكشافة القطرية الالتفات لتكريم مثل هذه النماذج التي خدمت الوطن بكل أمانة. [email protected]